الجزائر - يواصل وفد مراقبي الجامعة العربية فمهامه في المحافظات السورية يوم الاربعاء لمتابعة تطورات الاوضاع هناك في الوقت الذي أعلن فيه عن ارجاء اجتماع اللجنة الوزراية العربية المعنية بالازمة السورية إلى يوم الاحد المقبل بالقاهرة للنظر في التقرير الاولي لرئيس بعثة المراقبين. وقد أعلنت جامعة الدول العربية اليوم عن تأجيل عقد الاجتماع العاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية الذي كان مقررا يوم السبت إلى يوم الأحد. وعزا نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في تصريح صحفي التأجيل من أجل إتاحة الفرصة لمشاركة وزارية أكبر في هذا الاجتماع من الدول غير الأعضاء باللجنة. وقال بن حلى أن الاجتماع سيناقش التقرير الأولى التمهيدي لرئيس بعثة المراقبين العرب في سورية الفريق أول محمد احمد الدابي حول أهم ما تم رصده على أرض الواقع بعد أكثر من أسبوع على المراقبة وكذا والتطورات الجدددة حول الوضع وتبني اجراءات جديدة في اطار المبادرة العربية. وعن مواصلة فوج المراقبين زيارته بالمدن والمحافظات السورية أشارت وكالة الانباء السورية "سانا" اليوم إلى أن وفد من الملاحظين العرب واصل اليوم زيارته إلى كل من حمص بالوسط وادلب بالشمال ودرعا بالجنوب السوري. وأكد عفيفي عبد اللطيف مراقب من الوفد في تصريح صحفي ان الحكومة السورية "أبدت التزامها بخطة الجامعة لحل الازمة " مضيفا ان المراقبين قاموا حتى الان بتنفيذ 40 مهمة وأن 84 مراقبا موجدون حاليا بدمشق. وحسب مصادر اعلامية فان فريقا اخرا يتكون من 14 مراقبا وصل امس الثلاثاء إلى دمشق لتسلم مهامه في اطار بعثة الجامعة العربية فيما سيقوم لاحقا وفدا من 6 مراقبا من البحرين بزيارة إلى سورية. وبشان مهام الوفد أكد عبد اللطيف الجبالي رئيس وفد المراقبين العرب في محافظة إدلب (شمال غرب) سورية أنه "لم ير أي مظاهر عنف أو عسكرية أو مسلحة وتحدث مع المواطنين الذين إشتكى بعضهم من المجموعات المسلحة والبعض من عمليات الخطف". و أكد الجبالي أن فريق المراقبين العرب يقوم بعمله بتنسيق كلي مع السلطات السورية وكل شيء يجري في ظروف طيبة وفق البروتوكول. وبين الجبالي أن الوفد قام بزيارة لمدينتي سلقين وحارم التابعتين لمحافظة إدلب مؤكدا خروج مظاهرتين سلميتين في المدينتين شارك فيهما من 3 إلى 4 الاف شخص واصفا أن الوضع في البلدات التي زارها في محافظة ادلب كان "عاديا جدا". وكانت فرق بعثة مراقبي الجامعة العربية قد واصل أمس الثلاثاء جولاتها على عدد من المدن والبلدات والأحياء في عدد من المحافظات السورية. وصلت الدفعة الأولى من بعثة المراقبين من جنسيات عربية مختلفة إلى سورية يوم الاثنين قبل الماضي لتقييم مدى التزام سورية بخطة الجامعة العربية لحل الأزمة وذلك عملا ببروتوكول المراقبين الموقع بين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية. وينص مشروع البروتوكول على أن بعثة المراقبين إلى سورية التي ستقوم بعملها لمدة شهر ستقوم بالمراقبة والرصد لمدى التنفيذ الكامل لوقف جميع أعمال العنف ومن أي مصدر كان في المدن والأحياء السكنية السورية. من جهته أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن تأييده لمنح بعثة الجامعة العربية في سورية "مزيدا من الوقت" من أجل انهاء عملها وتقديم تقرير عن النتائج التي توصلت اليها واصفة مهمة البعثة ب"الهامة". جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الامين العام الاممي مارتن نيسيركي في مؤتمر صحفي امس الثلاثاء قال فيه أنه "من المهم الاشارة إلى ضرورة اعطاء البعثة الوقت الكافي لتتمكن من استكمال عملها وتكون قادرة على تقديم تقرير بالنتائج التي توصلت اليها ومن ثم يمكن للجميع تقييم الوضع". وأشار المتحدث إلى أن "الجميع في انتظار هذا التقرير وذلك لتقييم مبكر للنتائج التي توصلت اليها البعثة" مضيفا أن "ما هو حاسم هو تعاون السلطات السورية لأقصى حد مع هذه البعثة". كما قالت السلطات السورية اليوم الأربعاء ان التصريحات الامريكية بشأن تعاملها مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سورية تعد "تدخلا سافرا" في عمل الجامعة و "محاولة لتدويل مفتعل غير مبرر ومفضوح". وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان ان تصريحات المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند " تضر بأداء بعثة المراقبين العرب قبل صدور تقريرهم الأولي". وكانت فيكتوريا نولاند أدلت بتصريحات أمس الثلاثاء قالت فيها ان الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها "بواعث قلق جدية " بشأن تعامل سورية مع بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الموكلة إليها مهمة مراقبة مدى التزام السلطات السورية بتنفيذ بنود البروتوكول مع الجامعة والرامي إلى حماية المدنيين السوريين. وفي نفس اليوم دعا رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية عدنان الخضير كافة الأطراف إلى "عدم التعجل في إصدار الأحكام على نتائج عمل بعثة المراقبين قبل أن تنتهي من المهام المكلفة بها وفقا للبروتوكول وخطة العمل التي تهدف في الأساس إلى حماية المدنيين العزل ووقف نزيف الدم". وتشهد عدة مدن سورية منذ أكثر من 9 أشهر تظاهرات احتجاجية مناوئة للنظام ترافقت بسقوط المئات القتلى من المدنيين والجيش وقوى الأمن حيث تقدر الأممالمتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية بنحو 5000 شخص فيما تقول مصادر رسمية سورية إن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.