الجزائر - قال مجاهد سابق وممثل عن جمعية قدماء وزارة الاتصالات العامة و التسليح في الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية "المالغ" يوم الإثنين في وقفة تكريمية للمجاهد الفقيد مصطفى مولر أن "هناك تقصير في حق مولر" وأن "الجزائر لم تحيي تاريخ الذين ساعدوها من الأقدام السوداء". وفي حضور أصدقاء الفقيد وابنته وسفيرة النمسا بالجزائر أوضح العقيد حسين سنوسي أن "هناك تقصير في حق مولر" وأنه "بعد الإستقلال طمس التاريخ" وأن "الجزائر لم تحيي تراث ثورة التحرير ولا تاريخ الذين ساعدوها من الأقدام السوداء". وإعتبر دحو ولد قابلية رئيس الجمعية في كلمة ألقاها نيابة عنه العقيد سنوسي أن "الجزائري مولر كان من بين كثيرين من ذوي الأصول الأجنبية ممن دافعوا عن الجزائر". وأكد ولد قابلية عبر هذه الوقفة التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد وجمعية أصدقاء التاسيلي أن "الشعب الجزائري شهد لهم بالعرفان في عدة مناسبات". من جهتها قالت سفيرة النمسا في الجزائر ألوزيا فارجيتير أن مولر"أقام عائلة له في الجزائر وساهم في نسج علاقات الصداقة بين البلدين الجزائر والنمسا" وأن "النمسا فخورة بهذا" وذكرت أنه مع صديقه ريمار هوتسينغر "نسج علاقات صداقة بين البلدين". ورجع الكاتب الصحفي محمد عباس بالذاكرة إلى الوراء وقال أن مصطفى مولر المناضل اليساري من ألمانيا كان دائما متعاطفا مع قضايا الشعوب المستعمرة. وأضاف أن مولر الذي كان ضمن فرقة اللفيف الأجنبي في فرنسا اتصلت به جبهة التحرير وجندته في جبهة المغرب في تطوان منذ العام 1956 ضمن مصلحة خاصة كانت تحت إشراف وزارة التسليح والعلاقات العامة (المالق) التي كان يديرها عبد الحفيظ بوصوف. وتابع أن هدف هذه المصلحة كان تجنيد أو تحييد المجندين في الجيش الفرنسي من المستعمرات الفرنسية وقوات اللفيف الأجنبي التي كان مولرمجندا فيها مؤكدا أنه مع الإستقلال كان قد تم تحييد وإعادة 4000 مرتزق إلى أوطانهم عبر لجنة الصليب الأحمر الدولي. ونقل عباس عن المحامي علي هارون قوله أن مولر كان يساهم في تحرير نداءات باللغة الألمانية كانت تحرض على فرار المجندين ثم إرسالهم إلى أوطانهم الأصلية موضحا أنه استغل علاقاته التي كان يقيمها مع قنصل ألمانيا الإتحادية آنذاك. وحسب علي هارون فإن مولر كان يسهر على إرسال هؤلاء الفارين إلى وطنهم وأن الكثير منهم لم ينسوا جميل جبهة التحرير معهم وواصلوا نشاطهم خدمة لاستقلال الجزائرانطلاقا من ألمانيا. من جهته قال سيد حمد كرزابي من جمعية أصدقاء التاسيلي أن مولركان يرى أن "ثورة التحرير التي توجت بالاستقلال كان لا بد أن تكمل بثورة أخرى هي ثورة البناء والتشييد" مضيفا أنه ساهم في تأسيس الحضائر الوطنية (حظيرتي التاسيلي ناجر وجرجرة). ولد مصطفى مولر (سي مصطفى) وإسمه الحقيقي وينفرد مولر في 19 أبريل 1926 في وايسبادن في جنوب غرب ألمانيا لأب نمساوي الأصل وأم ألمانية. التحق عام 1956 بفرع جبهة التحرير الوطني (الأفالان) في تطوان بالمغرب. بعد الإستقلال فضل البقاء في الجزائرحيث حصل على الجنسية الجزائرية وشغل مناصب مختلفة في عدة وزارات إلى غاية الثمانينات لما تولى منصب المفتش العام للحظائر والمحميات الوطنية التي ساهم في تأسيسها وحمايتها كما كان يكتب مقالات في جريدة "المجاهد" حول المحيط والمواقع الطبيعية. توفي مولر بتمنراست عام 1993 عن عمر ناهز 67 عاما.