بدأت الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة تأخذ حيزا أكبر في الصحافة الجهوية بشرق البلاد على الرغم من أن هناك إجماع بأن الوثيرة القصوى لم تبلغ بعد حسبما لوحظ اليوم الأربعاء. فعلى صفحات الجرائد و كذا على أمواج الإذاعات المحلية أو على شبكة الإنترنت يلاحظ ظهور التعاليق و التقارير و التحاليل و الحوارات مع المترشحين إلى جانب تقارير عن التجمعات الشعبية التي ينشطها مسؤولو مختلف التشكيلات السياسية. و في هذا السياق نشرت جريدة "لانداكس" الصادرة بقسنطينة باللغة الفرنسية على صفحتها "الأولى" تعليقا حول إلغاء في ثالث يوم من الحملة عديد التجمعات التي كانت مبرمجة بمدينة الصخر العتيق و التي سخرت لها قاعات و عمال. و اعتبر كاتب المقال أن اللقطات التي يشاهدها الجميع "لا تخص سوى رؤساء الأحزاب الذين يركز التلفزيون على منحهم أهمية." أما جريدة "سيبوس تايمز" فخصصت نصف صفحة للتجمع الذي نشطه بعنابة رئيس حزب عهد54 علي فوزي رباعين معرجة على مقاطع من خطابه حيث ركزت هذه الصحيفة الصادرة باللغة الفرنسية على ما قاله بشأن طريقة "التسيير الاجتماعي الاقتصادي في البلاد" و كذا على "القدرة الشرائية" مشيرة إلى أن رباعين اكتفى بتحريك السكين على الجرح بالنسبة للمواطن الذي يواجه وضعا معيشيا صعبا حيث أن قدرته الشرائية لم تعد تستجيب لتلبية أبسط احتياجاته. ومن جهتها، فإن جريدة النصر الصادرة بالعربية و فضلا عن تخصيصها لصفحتين كل يوم لتغطية تجمعات مسؤولي الاحزاب السياسية نشرت تعليقا حول أجواء الحملة الانتخابية السائدة منذ 15 أفريل الجاري. و بعد أن قالت أن "الحملة الانتخابية بالجزائر العاصمة مؤجلة إلى حين" أشارت النصر إلى "غياب نشاطات و صور المترشحين" معتبرة أن المواطن "خارج اللعبة". أما "آخر ساعة" فأبرزت حالة ولاية الطارف معتبرة أنه في "غياب برامج واضحة فإن العمل الجواري هو المفضل من طرف المترشحين. وبرأي كاتب المقال فإن الحملة الانتخابية تتقدم "بخطى بطيئة" و بطريقة "فوضوية". و إلى جانب الصحافة المكتوبة فإن الإذاعات المحلية التي تبث برامجها انطلاقا من 16 ولاية بشرق البلاد تخصص الجزء الأكبر من برامجها للانتخابات التشريعية و إلى الحملة المتعلقة بها على الخصوص. فكل الروبورتاجات الصوتية المسجلة من طرف المراسلين المحليين لهذه الوسيلة الإعلامية الثقيلة و التي تنقل بعضها على أمواج الإذاعة الوطنية تتضمن أرقاما تتعلق بمعطيات حول الانتخابات (عدد الأحزاب المتنافسة عبر كل ولاية و عدد الناخبين المسجلين و كذا التحضيرات المادية...) و تشارك بدورها عديد المواقع الإعلامية على شبكة الإنترنت في التغطية و كذا "كواليس" الحملة الانتخابية على غرار موقع "سطيف أنفو" المصمم و المنشط من طرف صحفيين من عاصمة الهضاب العليا الذي نشر حوارا مع الدكتور بلقاسم ساحلي الأمين العام للتحالف الوطني الجمهوري و متصدر قائمة نفس الحزب بالدائرة الانتخابية لسطيف الثانية على مستوى الوطن من حيث عدد المقاعد في المجلس الشعبي الوطني. واعتبر الدكتور ساحلي على الخصوص في هذا الحوار أن "استعمال الدين في السياسة قد تجاوزه الزمن". و برايه فإن الأحزاب السياسية التي تمارس السياسة بزي ديني تهدف من ذلك إلى جلب أكبر عدد من المناضلين و الأنصار. و أضاف في ذات السياق إننا كلنا مسلمون.