عكس الأسبوع الأول من عمر الحملة الانتخابية مدى تمسك المترشحين الستة بمبدأ التنافس بالبرامج، وركز كل واحد منهم على نقاط القوة في مشروعه وبرزت المصالحة الوطنية، ومعالجة المشاكل الاجتماعية كأهم أوراق الخطاب الانتخابي. يلتقي المترشحون الستة في أهمية تكريس مسعى المصالحة الوطنية بالنظر الى ما يحمله لمستقبل البلاد، وحتى وإن اختلفوا في الطرح فإن المسار يعد نقطة تلاقي، ويدافع كل واحد حسب نظرته على المصالحة لأنها تمثل السبيل الوحيد لإخراج البلاد من معضلاتها وفتح أفق بناء دولة قوية في شتى القطاعات. وتتقاطع طروحات المترشحين بخصوص القضايا الاجتماعية حيث قدم كل منهم تصورا لحلول مشاكل المواطنين، ويتفقون على أن المرحلة القادمة ستكون معركة الاستجابة لانشغالات مختلف فئات المجتمع التي أصبحت تتطلع الى مستقبل ينسيها مآسي السنوات الماضية. وبرهنت الأيام السبعة الأولى من الحملة الانتخابية أيضا على الاهتمام الشعبي الكبير بالانتخابات الرئاسية ويتجلى ذلك بالأعداد الهائلة من الجماهير التي تحضر مختلف التجمعات الشعبية، وكذا الإقبال على مقرات المداومات للمترشحين وفي هذا السياق يؤكد السيد عبد السلام بوشوارب مدير الإعلام لمديرية الحملة للمترشح بوتفليقة أن الأيام الأولى كانت ناجحة، بل تجاوزت الأهداف المسطرة بدليل الإقبال الجماهيري المنقطع النظير لمتابعة تجمعات المترشح وبخاصة شريحة الشباب. وأضاف أنه من أجل ضمان فعالية وتأثير أكبر لحملة المترشح بوتفليقة، يتم التركيز خلال تجمعاته على مواضيع منتقاة كالمصالحة الوطنية والصحة العمومية والحركة الرياضية إضافة الى كشف نقاط أخرى من البرنامج الخماسي الذي يقترحه. ونفس الانطباع كشف عنه مدير الحملة الانتخابية للمترشح جهيد يونسي السيد جمال بن عبد السلام وأوضح أن التجمعات التي ينشطها المترشح تعرف حضورا جماهيريا كبيرا "عكست مدى الشعبية التي يحظى بها المترشح خاصة في أوساط الشباب". وفي نفس السياق اكد السيد عيسى بلمكي مدير حملة المترشح علي فوزي رباعين أن "الحملة الانتخابية منذ انطلاقها، عرفت تجاوبا كبيرا مع المواطنين في عدة ولايات إزاء البرنامج الانتخابي للحزب"، مشيرا الى أن "نجاح هذه التجمعات الشعبية يعود للاستراتيجية المعتمدة من طرف السيد رباعين بالتركيز على الولايات الداخلية للوطن". ويؤكد السيد رمضان تاعزيبت مدير حملة الأمينة العامة لحزب العمال السيدة لويزة حنون أن التجمعات الشعبية التي نشطتها تزداد نجاحا يوما بعد يوم بالنظر الى الحضور والتجاوب الكبيرين للمواطنين مع برنامجها الانتخابي، وذلك رغم محدودية الإمكانيات المادية المخصصة لتسيير الحملة. وأشار الى أن نجاح هذه التجمعات يعود الى التركيز على شعار إحداث القطيعة مع السياسات القديمة. ويتقاسم مسؤولو مديرية الحملة الانتخابية للمترشح الحر السيد محمد السعيد نفس الرؤية من خلال الإشارة إلى أن الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية أفرز توسع شعبية المترشح، حيث سمحت سياسة الاتصال الجواري المعتمدة من طرف المترشح في التقرب أكثر من المواطنين لإعطائهم الفرصة للتعبير عن انشغالاتهم.