يبرز فنانون تشكيليون عراقة وثراء التراث الثقافي الذي تزخر به تلمسان من خلال معرض "شهر التراث" الذي يحتضنه إبتداء من يوم السبت، رواق الفنون "عبد الحليم همش" بدار الثقافة لعاصمة الزيانيين. ويشارك في هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية 18 جوان المقبل مجموعة من الفنانين أمثال الرسام مباركي أحمد الذي يعرض لوحات زيتية تصور بعض المعالم الأثرية والتاريخية لمدينة تلمسان مثل أثار منصورة والبويبة والعباد. وحسب الفنان فإن لوحاته التي أضيفت إلى أعمال زملائه مثل برزال خالد وبلعباسي نبيل عبارة عن محاولات "لمحاكاة فنيا بعض المعالم التي ورثتها تلمسان عن الأسلاف وبقيت شامخة تتحدى الزمن لتشهد عن الحضارة الراقية التي كان يتميز بها أجدادنا في عهدهم" موضحا أن "الغرض من هذا العمل يكمن في إبراز الجانب الفني والمعماري لهذه الأثار المتميزة بطابعها الهندسي وزخرفتها الفنية من أجل الاهتمام بها وحمايتها من الضياع". كما يشارك في هذه التظاهرة الخاصة بشهر التراث حرفيون لعرض منتوجات من الصناعة التقليدية وعينات من اللباس التقليدي فضلا عن بعض الأفرشة المميزة للناحية مثل الزربية التلمسانية والحصير السنوسي. ويقدم المعرض نبذة عن الوضعية الحالية لمختلف المعالم الأثرية للولاية في ظل سياسة وزارة الثقافة الرامية إلى حماية هذه الكنوز التاريخية خصوصا بعد تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" التي سمحت بترميم العديد من المعالم و المنشآت الثقافية القديمة سواء بتلمسان أو ببعض المدن العريقة كهنين وندرومة وبني سنوس.