تواصلت يوم الأربعاء ببشار فعاليات المهرجان الوطني لموسيقى ورقص الديوان في طبعته السادسة وذلك بتنظيم العديد من التظاهرات بدار الثقافة. وأقيم في هذا الصدد عرض حول صناعة "القومبري" (وهي آلة موسيقية بعدة أوتار) من قبل شباب دار الفنانين ب"تاغيت" المختصين في هذا النوع من الأنشطة التقليدية الفنية. وقدم نموذج من هذه الآلة التقليدية التي يعتمد عليها في عزف موسيقى الديوان حتى يتمكن الجمهور من متابعة مختلف مسارات صناعة هذه الآلة الوترية التي يصنع معظمها من قطع خشبية قبل أن يتم إلصاقها واحدة بعد الأخرى . ويتطلب هذا النوع من وسائل الطرب عدم استعمال المسامير كما ذكر السيد صالح بونقاب أحد الرواد المشهورين في هذا المجال ببشار. ويشهد الجناح المخصص لهذا النوع من النشاط ومنذ انطلاق هذه التظاهرة الموسيقية الجمعة الماضية إقبالا غير منقطع من قبل الجمهور و الفضوليين الراغبين في التعرف على مختلف مراحل صناعة هذه الآلة الموسيقية "العجيبة". ويرى السيد بونقاب الذي يقوم بصناعة مختلف أشكال الآلات الموسيقية في ورشته بمساعدة ثلاثة حرفيين شباب والتي يوجه بعضها لأغراض الديكور وأخرى لفائدة الموسيقيين المحترفين والهواة أن هذا المهرجان " يساهم وبشكل كبير في تثمين هذه الآلة القديمة". ويتم على هامش هذا النشاط تنظيم ورشات يومية لتبادل التجارب بين الموسيقيين المشاركين بدار الثقافة لمدينة بشار التي تحتضن أيضا ندوات متبوعة بنقاش حول موضوع" الديوان .. فن وتقليد ثقافي". وتسمح هذه اللقاءات ببحث ومناقشة مختلف أوجه الطقوس الموسيقية والرقص الفني للديوان كما أوضح المنظمون. ويرى الكاتب بوزيان بن عاشور الحاضر في هذا الحدث الفني أن هذا المهرجان الذي ينظم منذ ست سنوات والذي أخذ بعدا كبيرا " هو عودة إلى مصادر تراثنا اللامادي." ويشارك في فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الوطني لموسيقى الديوان (18-24 ماي ) ببشار نحو عشرين فرقة من مختلف أنحاء الوطن تنشط في هذا الصنف من الغناء والرقص التقليدي.