تشهد سهرات الدورة السادسة من المهرجان الوطني لموسيقى الديوان المتواصلة ببشار، نجاحا باهرا يدعمه حضور كبير للمتفرّجين، وقد استمتع بالعروض الموسيقية لهذه التظاهرة الفنية ما يزيد عن 4 آلاف متفرّج من محبي وعشّاق هذا التراث الغنائي الأصيل، وكانت السهرة الافتتاحية لهذا المهرجان الذي يصنع الحدث ببشار، قد تميّزت بمرور الفرقة المغربية الشهيرة في فن ال?ناوي ''لمشاهب'' التي شهدها أكثر من 9 آلاف متفرّج، أغلبهم من فئة الشباب. ويشكّل هذا الحدث الفني الذي تنشّطه ما يقرب من عشرين فرقة غنائية مختصة في فن القناوي، من بينها 12 فرقة دخلت المنافسة، للحصول على المراتب الثلاث الأولى ''وسيلة في غاية الأهمية لترقية هذا التراث الموسيقي الوطني''، كما ذكر محافظ المهرجان. وشهدت السهرات الماضية مرور فرق ''ديوان البهجة'' من الجزائر العاصمة، ''قناوة'' البليدة و''سارا قصر'' لبشار، ''?ناوة البيض''، ''أهل ال?ناوة'' من غليزان، ''ديوان سيدي بلال'' من تندوف، حيث اعتبرت بمثابة نموذج للترقية التي يضمنها هذا المهرجان لفائدة هذه الفرق الغنائية، وقد سمحت هذه العروض الفنية وما حملته من ألوان ومشاهد متنوّعة للجمهور، وأغلبهم من العائلات، بالاستمتاع بهذه الأغاني والرقصات الموسيقية التي أضفت على هذه السهرة نوعا من التمازج الموسيقي المتناسق، والذي حظي بإعجاب كبير من قبل المهتمين بفن الديوان. وقد أبرزت هذه الفرق التي تعدّ من بين الفرق الموسيقية التي دخلت منافسة المهرجان، مدى تمكّنها وتحكمها الكبير في نصوص موسيقى الديوان، وحسب عدد من المختصين والباحثين المهتمين بموسيقى الديوان، الحاضرين في إطار فعاليات هذه التظاهرة الفنية، ومن بينهم؛ الباحثة سنوسي صليحة (مختصة في تراث الموسيقى الشعبية بمركز الأبحاث والأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافة بوهران)، فإن هذا المشهد الغنائي، يؤكد ''مدى الاستمرارية الحقيقية لهذا النوع من التعبير الغنائي والرقص الأصيل''. وعلى هامش هذه العروض الفنية، يجري بدار الثقافة لمدينة بشار، تنشيط عدّة ندوات متبوعة بنقاش من قبل باحثين جزائريين حول الموضوع، من بينها؛ ''موسيقى الديوان بين التقاليد والعصرنة''، ''الدور الاجتماعي لموسيقى الديوان''، و''طرق المحافظة وتصنيف موسيقى الديوان''، كما أدرج نشاط جديد يتمثّل في تقديم عروض سينمائية، من بينها؛ عرض فيلم بعنوان ''تاغنويتود'' للمخرجة الفرنسية المغربية رحمة بن حمو المدني، والذي يروي على مدار ساعة و20 دقيقة، جانبا من عالم وأسرار موسيقى ''الديوان'' الجزائري و''القناوة'' المغربية-.