لا زالت موجة العنف تحصد ارواح السوريين حيث سقط خلال ال24 ساعة الاخيرة أكثر من 96 قتيلا وجرح أكثر من 300 من المدنيين والعسكريين في الوقت الذي يؤكد فيه المجتمع الدولي بضرورة التنفيذ الكامل والشامل لبنود مبادرة المبعوث المشترك للجامعة العربية والامم المتحدة كوفي عنان لتفادي الانزلاق في حرب اهلية. وأعلنت لجان التنسيق المحلية في سوريا اليوم الاحد ارتفاع أعداد القتلى برصاص قوات الأمن والجيش النظامى امس إلى 96 شخصا معظمهم في حمص واللاذقية ودرعا بينهم نساء وأطفال موضحة ان الجيش النظامي قام بالدفع بأكثر من 50 دبابة ومدرعة في حمص وقام بتطويق الأحياء القديمة وقصفها بطريقة عشوائية ومكثفة. و تعقيبا على الحوادث الماسوية التي شهدتها دمشق و بعض المناطق المجاورة، كشف التلفزيون الرسمي السوري في فيلم وثائقي عرضه الليلة الماضية عن هوية الانتحاريين الذين نفذوا التفجيرات واستعرض فيه تفاصيل التفجيرات الإرهابية التي ضربت العاصمة واصفا إياهم ب"برابرة القرن الحادي والعشرين". وذكرت صحيفة "الثورة" السورية اليوم أن الفيلم الوثائقي كشف عن كيفية التحضير للتفجيرات الانتحارية التي ضربت منطقة الجمارك وكفرسوسة والقصاع والقزاز. كما هز صباح اليوم انفجار قوي مدينة ادلب شمال غرب سوريا استهدف محطة للوقود بجانبها حاجز لقوات حفظ النظام واللجان الشعبية المحلية. وذكرت مصادر امنية ان سيارة مفخخة كان يقودها انتحاري كان متوجها لتفجيرها في (كازية الصالح) وبقربها حاجز لقوات حفظ النظام واللجان الشعبية المحلية في قرية كفريا " مشيرة إلى أن الانتحاري لم يتمكن من الوصول إلى المكان المستهدف وتم تفجير السيارة التي كانت تحمل كميات كبيرة من المتفجرات. وفي مساع جديدة لاحتواء الازمة السورية ووقف اعمال العنف الفتاكة بأرواح المدنيين خاصة شرع رئيس الحكومة السورية المكلف رياض حجاب في مشاورات لتشكيل حكومة جديدة للبلاد بعد الانتخابات التشريعية لل7 ماي الماضي. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية اليوم عن عضو "مجلس رئاسة الجبهة الشعبية" التي فازت بخمسة مقاعد في مجلس الشعب الجديد علي حيدر قوله "لقد أجريت أمس اتصالات معنا وتم تحديد مواعيد لإجراء المشاورات بشأن تشكيل الحكومة" موضحا أن "مسألة المشاركة في الحكومة الجديدة ليست مسألة حقائب ووزارات وإنما مسألة برنامج عمل وتركيبة وصلاحيات الحكومة. وكان الرئيس السوري بشار الأسد كلف الأربعاء الماضي رياض حجاب بتشكيل حكومة جديدة وهذا بعد الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد في ال7 من ماي الماضي والتي فازت فيها "قائمة الوحدة الوطنية" التي يترأسها "حزب البعث" الحاكم في البلاد بأغلبية مقاعد مجلس الشعب إضافة إلى فوز مرشحين لتيارات معارضة ومستقلين. ويتطلع السوريون إلى أن تكون الحكومة السورية المقبلة بمستوى التحديات التي تواجهها البلاد منذ حوالي 15 شهرا حيث خلقت العديد من الأزمات الاقتصادية والتجارية الخانقة وتركت أثارها السلبية على حياة المواطنين السوريين. وعلى خلفية التطورات الامنية الصعبة التي تشهدها سوريا ،اقترح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس عقد مؤتمر دولي بشأن سوريا مع ورود تقارير عن عمليات قتل يومية تقريبا في سوريا. وقال لافروف ان المؤتمر الدولي يجب أن يكون "الاطار الوحيد" تجاه حل الأزمة السورية والمنبر الوحيد لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا. وفى مقارنة بين مؤتمر سوريا الذى تقترحه روسيا ومؤتمر "اصدقاء سوريا" قال لافروف إن الثاني من صنع اصدقاء جماعات المعارضة الاخرى بينما ينبغي على الاطراف الاخرى التي تدعم خطة مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة كوفي عنان أن "تندمج" مع السابق (المؤتمر برعاية روسية) وتعزز الجهود المشتركة لإنهاء الأزمة. وجدد لافروف تأكيده على ان روسيا لا ترى بديلا لخطة السلام التي يتوسط فيها كوفي عنان واقترح جعلها أكثر "تفصيلا" و"تحديدا" منتقدا في ذات الوقت "القوى الخارجية" التي تدعم جماعات المعارضة في سوريا لتأجيج العنف الداخلي والمواجهة ومحذرا من أن البلاد على شفا حرب أهلية. وقال لافروف إن روسيا لن تسمح لمجلس الأمن أن يوافق على التدخل العسكري في سوريا مما قد يؤدي إلى "اخطر العواقب على منطقة الشرق الأوسط بأكملها." من جهتها اعربت المعارضة السورية فى اسطنبول عن شكوكها حيال الاقتراح الروسي تنظيم مؤتمر حول سوريا بمشاركة ايران ،وقال الرئيس المستقيل للمجلس برهان غليون "لسنا فى المبدأ ضد هذه الفكرة لكن عمليا لا ارى كيفية اشراك دول لا تزال تدعم جرائم هذا النظام فى مؤتمر هدفه ايجاد حل". كما دعا غليون روسيا الى تقديم موقف اوضح اتجاه الدعوة لتنحى الرئيس السورى بشار الاسد داعيا روسيا الى بذل جهد اضافى للتماشى مع تطلعات الشعب السورى لفتح الباب امام حل سياسي. و قد عقدت المعارضة السورية أمس اجتماعا في تركيا لاختيار زعيم جديد بعدما استقال برهان غليون الشهر الماضي بسبب انتقادات متزايدة من الجماعات الأعضاء، وتم اختيار عبد الباسط سيدا كمرشح وحيد لرئاسة المنظمة المعارضة التي تشكلت في اسطنبول في شهر سبتمبر عام 2011 وجمعت 7 جماعات سورية معارضة في الخارج. وأعتبر الرئيس الجديد للمجلس الوطني السوري المعارض "عبد الباسط سيدا" اليوم أن نظام بشار الأسد بات في المراحل الأخيرة ، مشيرا إلى أنه فقد السيطرة على دمشق وعدد من المدن. من جهة اخرى أدان المنبر الديموقراطي الكويتى بشدة "المجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري" داعيا الكويت بصفتها رئيسة الدورة العربية لمجلس وزراء الخارجية واللجنة العربية المكلفة بالملف السوري بالتوجه فورا الى مجلس الأمن الدولي لاقناعه باتخاذ موقف حاسم وحازم لايقاف نزيف الدم في سوريا وبكل الوسائل ، ومن ثم الحديث عن أي حلول سياسية. في المقابل، ذكرت صحيف "القباس" الكويتية اليوم ان عشرات الكويتين يحملون السلام الى جانب الجماعات المسلحة بالقرب من الحدود التركية ضد نظام بشار الاسد مشيرة الى ان جماعات مسلحة اخرى من بينها سعوديون وباكستانيون انضمت الى المعارضة السورية المسلحة و وفرت لها الاسلحة و بطاقات هوية سورية مزورة.