حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الجمعة من تدهور الأوضاع الانسانية في عدد من المناطق السورية على خلفية تصاعد حدة العنف فيها وصعوبة وصول فرق الإغاثة إليها. ونقلت مصادر إعلامية عن بيان للجنة أن "القتال يشتد ويتواصل بلا أي انقطاع تقريبا في دمشق وحولها منذ منتصف شهر جويلية الماضي وأن مناطق كثيرة من سورية تشهد اتجاها نحو تدهور للأوضاع لا تلوح في الأفق بوادر إيقافه إلا أن الأولوية الرئيسية تبقى مساعدة المحتاجين الذين تتزايد أعدادهم بسرعة كبيرة". وأعربت اللجنة في بيانها عن "القلق البالغ بشأن تأمين حاجات المدنيين الذين يعيشون معاناة يومية بعد أن فقد الكثيرون أعمالهم وفقد آخرون معيليهم". وحسب البيان فإن "الناس في سورية يجدون صعوبة حتى في تلبية الإحتياجات الغذائية الأساسية والحصول على اللوازم الضرورية الأخرى". ولفت البيان إلى أن "عشرات الآلاف نزحوا خلال الأسابيع الأخيرة من مناطقهم ويعتمد معظمهم (...) اعتمادا كليا على المساعدات الإنسانية التي تقدمها لهم المجتمعات المحلية واللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري وغيرهم". وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية ماريان غاسير "لقد تزايدت الإحتياجات الإنسانية إلى حد هائل نظرا لتعاظم الصعوبات التي يواجهها المدنيون في الحصول على اللوازم الأساسية إما بسبب عدم توفر المواد المطلوبة في بعض أرجاء البلاد أو بسبب العنف الذي يحول دون خروج الناس للتزود بها". وأشارت غاسير إلى أن "القتال يودي بحياة العشرات من الناس يوميا وتتزايد أعداد الجرحى الذين يموتون متأثرين بجراحهم لتعذر الحصول على الرعاية الطبية اللازمة بسبب القتال الدائر وقلة الإمدادات الطبية أو بمجرد عدم توفر أي رعاية طبية في مناطقهم.أما المرافق الصحية التي ما زالت تعمل فتواجه المزيد من الصعوبات في استيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى". وأضافت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية "قررنا عقب اندلاع القتال في دمشق شهر جويلية الماضي العمل على تلبية الاحتياجات العاجلة المتزايدة بتركيز جهودنا على تقديم المساعدات إلى السكان المتضررين من القتال في العاصمة السورية والمناطق المجاورة لها ومنذ ذلك الحين أصبح عمل فرقنا في المناطق الموجودة خارج المدينة عسيرا للغاية بسبب استمرار المواجهات المسلحة". وأكدت المسؤولة أن "الاحتياجات الإنسانية ما زالت قائمة في /حلب/ و/حمص/ و/إدلب/ وغيرها من المناطق السورية مع تواصل المواجهات المسلحة.