شدد ممثل وزارة السكن و العمران يوم الثلاثاء بورقلة على ضرورة إعادة الإعتبار للهندسة المعمارية التقليدية بمدن جنوب البلاد. وأوضح فيصل وارث خلال إشرافه على يوم مهني حول السكن نظم على هامش الصالون الأول للسكن و العقار الذي تحتضنه ولاية ورقلة أن هناك العديد من المدن بالجنوبالجزائري على غرار مدينتي ورقلة و بشار أصبحت تفتقد "بشكل واضح" إلى نمط البناء الصحراوي التقليدي "بعدما زحفت عليها أشكال معمارية أخرى لا تتلاءم مع طبيعة مناخ البيئة الصحراوية". ويرى ذات المتحدث أن العودة إلى نمط الهندسة المعمارية التقليدية "لا يطرح" إشكالا طالما أن الجزائر لديها من الإمكانيات المادية البشرية القادرة على تحقيق هذا التوجه الذي "لا يتناقض إطلاقا مع الحداثة و التطور"حيث بالإمكان المزاوجة بين نمط الهندسة المعمارية التقليدية و العصرية. وإلى جانب الطابع الجمالي و المميز الذي تضفيه على المدن فإن الهندسة المعمارية التقليدية لديها خاصية أخرى تتمثل في "الإقتصاد في الطاقة الكهربائية" حيث "لا تستدعي البناءات المشيدة وفقا لهذا النمط من العمران بمواد محلية الإعتماد وبشكل كبير على وسائل التكييف" وذلك عكس البناءات الحديثة المنجزة بالإسمنت التي لا توفر المناخ اللطيف في فصل الحر الشديد كما أضاف ذات المسؤول. وذكر أن الوزارة وإدراكا منها لأهمية هذا الجانب دأبت منذ سنوات على تخصيص جائزة مالية ذات طابع تحفيزي تمنح لأحسن المهندسين المعماريين ومكاتب الدراسات التي تقوم بتصميم نماذج معمارية لإنجاز بناءات على النمط التقليدي. وقد تقرر في هذا الصدد رفع القيمة المالية لهذه الجائرة التحفيزية في السنة القادمة إلى واحد (1) مليون دينار بدلا من قيمتها الحالية المقدرة ب 200 ألف دينار حسب ذات المصدر . و تجدر الإشارة أن هذا اليوم المهني حول السكن حضره ممثلون عن مديرتي التعمير و البناء و السكن و التجهيزات العمومية إضافة إلى ممثلين عن ديوان الترقية و التسيير العقاري و العديد من المؤسسات الخاصة ذات الصلة بقطاع البناء بولاية ورقلة . ويشارك في الصالون الأول للسكن والعقار الذي افتتح أمس الاثنين ويتواصل لمدة خمسة أيام العديد من المهنيين و متدخلون من مختلف المهن ذات الصلة بميدان البناء و كذا النشاطات الملحقة به بدءا بالترقية العقارية و التصميم و الإنجاز مرورا بومواد البناء و الدراسات و التمويل و تغطية الإستثمار.