لم يشهد الملف السوري تطورا غير مشاهد العنف ووقع الانفجارات اليومية التي اشتدت وتيرتها لتخلف مزيدا من الضحايا ونزوحا هائلا للاجئين في ظل فشل المساعي الدولية وعدم التفاف اطياف المعارضة حول كيان موحد قد ينهي الازمة المستمرة منذ مدة في سوريا. فقد واصل الجيش النظامي السوري اليوم الأحد الغارات الجوية التي يشنها على معاقل المتمردين في عدد من المناطق الشرقية من البلاد. وحسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان فان "طائرات الجيش النظامي السوري المقاتلة قصفت اليوم مدينة البوكمال في محافظة دير الزور شرق سوريا" كما إن "مدينة معرة النعمان الإستراتيجية في محافظة إدلب التي يسيطر عليها الجيش الحر(للمعارضة) منذ ال9 أكتوبر الماضي تعرضت هي الأخرى إلى قصف من قبل القوات السورية كما تعرضت كذلك بلدة /كورين/ التابعة لإدلب للقصف". ومن جهة أخرى، أكد المرصد أن "اشتباكات دارت بين القوات السورية وعناصر من الجيش الحر جنوب مدينة /رأس العين/ الحدودية مع تركيا التي فرض عليها الجيش الحر سيطرته الجمعة الماضية". وافادت وكالة الانباء السورية "سانا" ان 9 اشخاص جرحوا امس السبت في انفجار سيارة مفخخة في حي دف الشوك بدمشق. وكانت مدينة درعا جنوب سوريا قد شهدت امس وقوع ثلاثة انفجارات اسفرت عن مقتل سبعة اشخاص فضلا عن حدوث أضرار مادية كبيرة. كما لقي 20 عنصرا من القوات النظامية السورية مصرعهم امس في انفجار سيارتين مفخختين قرب نقطة عسكرية في مدينة درعا في جنوب سوريا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وبشان اللاجئين السوريين فقد ارتفع عددهم في لبنان في الآونة الاخيرة مع تصاعد العنف في كافة نواحي سوريا ليتجاوز عددهم المئة الف نازح . حيث تجاوز عدد النازحين السوريين في لبنان ال 106280 نازحا من بينهم ما لا يقل عن 77000 مسجلين بالإضافة إلى حوالى 30000 شخص في انتظار حلول موعد تسجيلهم وفق التقرير الاسبوعي لمفوضية الاممالمتحدة لشؤون اللاجئين . وحسب المفوضية الاممية فان هؤلاء يعيشون وسط ظروف معيشية قاسية و مأساوية في اماكن متعددة من لبنان تترافق مع عدم ايصال المساعدات الانسانية للعديد منهم خاصة في ظل اعلان الجهات الرسمية اللبنانية ان عددهم أصبح يفوق قدرة لبنان على تأمين احتياجاتهم. من جهته، أفاد المنسق العام لشؤون اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود أن عدد اللاجئين السوريين الذين اجتازوا الشريط الحدودي باتجاه الأراضي الأردنية بلغ اول أمس الجمعة نحو 1000 لاجئ أدخلوا جميعهم إلى مخيم الزعتري بمحافظة المفرق بشمال شرق. ونقلت صحيفة "الغد" الأردنية عن الحمود قوله ان عدد اللاجئين داخل المخيم ارتفع إلى أكثر من 41 ألفا مشيرا إلى استمرار حكومة بلاده في منح كفالات للاجئين للتخفيف عنهم ضمن الحالات الإنسانية والأسس المعمول بها. ومنذ انطلاق اجتماعات المعارضة السورية يوم الخميس الماضي في الدوحة لم تتفق المعارضة بعد على تشكيل قيادة سياسية موحدة او على صيغة مطروحة لتوحيد العمل المعارض على اساس المبادرة التى يقودها رياض سيف بدعم من واشنطن لتشكيل هيئة قيادية موحدة للمعارضة تحت اسم "هيئة المبادرة الوطنية السورية" تتجاوز المجلس الوطني الذى يعد الكيان المعارض الاهم. واشارت مصادر صحفية الى أن قوى المعارضة السورية المجتمعة فى الدوحة توصلت الى اتفاق مبدئي تحت مسمى موحد "الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة والثورة" وأرجأت الاعلان عن تفاصيل الاتفاق الى اليوم الاحد. وقالت القيادية البارزة فى المعارضة سهير الاتاسى "اتفقنا على النقاط الاساسية وبقيت التفاصيل التي سنعود لمناقشتها لاحقا". وتطرح على مائدة النقاش مبادرتان الاولى يقودها النائب السوري السابق والمعارض البارز رياض سيف لإنشاء قيادة موحدة تحت اسم "هيئة المبادرة الوطنية السورية" والثانية للمجلس الوطني السوري. وتقضي مبادرة سيف بإنشاء هذه الهيئة على ان تنبثق منها "هيئة المبادرة" والتي تضم "ممثلي القوى السياسية والمجالس المحلية والحراك الثوري والشخصيات الوطنية" مجلس عسكري أعلى "يضم ممثلي المجالس العسكرية والكتائب وكذا "لجنة قضائية" و"حكومة مؤقتة" مشكلة من التكنوقراط. في حين، تنص مبادرة المجلس الوطني السوري على توحيد المعارضة عن طريق اقامة مؤتمر وطني في المناطق السورية المحررة يضم 300 شخص يمثلون المجلس الوطني السوري والتنسيقيات المحلية والجيش الحر والمنشقين عن النظام. ويتحفظ المجلس الوطني الذي انتخب يوم الجمعة الماضي المعارض جورج صبرة رئيسا له عما يرى انها محاولات لتخطيه او "تصفيته" من خلال مبادرة سيف. وأعلن صبرة فى مؤتمر صحفى في العاصمة القطرية ان "المجلس الوطنى اقدم من المبادرة السورية او اى مبادرة اخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبا من اى جهة الانضواء تحت لواء جهة اخرى". وكان مروان الزعبى وزير الاعلام السورى أكد أن الخيار الوحيد الذى يمكن أن ينجح فى سوريا هوأن يجلس الجميع الى طاولة الحوار الوطنى مطالبا المعارضة بأن تستجيب للحوار. وأكد الزعبى في تصريحات للتافزيون السورى أن "تصدى الجيش السورى للارهاب هو حماية للحوار" مشيرا الى أنه عندما تعم الفوضى والارهاب لايستطيع أحد أن يسلم منه ومن يدعم الارهاب لن ينجو من شروره. وقال الزعبى أن أصدقاء سوريا يدركون مايجرى فيها ولن تكون هناك قرارات دولية ملزمة لسوريا والقرار يجب أن يلزمهم بالتوقف عن دعم الارهاب.