سمحت العروض المقدمة منذ اسبوع في اطار مهرجان الجزائر الدولي للرقص المعاصر للجمهور باكتشاف فن التعبير الكوريغرافي بكافة اشكاله و التمتع باداء الفرق الجزائرية المشاركة. و شهدت الطبعة الرابعة لهذا المهرجان المنظم منذ 15 نوفمبر بقصر الثقافة مفدي زكريا و الذي اختتمت فعالياته مساء امس الخميس مشاركة 18 فرقة متنافسة (منها 5 فرق جزائرية) من كافة القارات قدمت مختلف طبوع الرقص بتقنية عالية مساهمة في ترقية الفن الكوريغرافي ذي التجربة القصيرة في الجزائر ولكن الذي يظل مستقبله واعدا بالنظر الى اداء الفرق الوطنية الشابة. و جمعت هذه التظاهرة الثقافية التي نظمت تحت عنوان "حركات في حرية" في اطار احياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر لمدة اسبوع راقصين محترفين و هواة مع تنظيم اربع عروض في كل سهرة مزجت بين الرقص العصري و الكلاسيكي و الفلكلوري. و تنافست عدة فرق خلال هذه الطبعة من خلال رقصاتها التي عبرت فيها عن فرحة شعوبها تارة و عن احزانها تارة اخرى و كذا كفاحها من اجل الاستقلال و استرجاع حقوقها منها الفرقة التونسية "براثر فروم انوثر ماذرس" (اخوة من امهات مختلفات) التي تم إنشاؤها بعد سقوط نظام الرئيس التونسي السابق و التي قدمت رقصا إيقاعيا تحت عنوان "ارقص و لا تبالي" بإشراف مصمم الرقصات سيف الدين مناعي الى جانب عروض مختلفة لاسيما للراقص الفلسطيني ماهر الشومرح من فرقة "مسرح و رقص الشرق" الذي قدم عرضا يحمل عنوان "ما وراء الحائط" يرمز إلى حبس و معاناة الشعب الفلسطيني و عرض للفرقة المجرية "زادم" التي لقيت استقبالا حار من الجمهور و عرض بعنوان "الف" لمصمم الرقصات و الراقص المغربي توفيق ازيديو. كما قدمت الفرقة المصرية للرقص المسرحي العصري عرضا متميزا من خلال رقصات فردية و ثنائية و جماعية ابهرت الجمهور الى جانب عرض "نبضات" للفرقة الارجنتينية للرقص الذي تميز بانسجام الحركات. و في الرقص الفلكلوري قدمت الفرقة الاندونيسية "ستوديو 26" عرضا جميلا بعنوان "الكائن الحي" نال اعجاب الجمهور و نقله الى عالم مدهش من خلال اقنعة مسرح مدينة بالي. اكتشاف عدة مواهب جزائرية شابة كانت عروض الفرق الجزائرية في المستوى خلال هذا المهرجان الدولي من خلال عروض كوريغرافية حبذت المواضيع التاريخية اداها راقصون شباب موهوبون بقيادة مصممي رقصات جزائريين بارعين. على غرار مصمم الرقصات و الراقص سفيان ادريسي من الباليه الوطني الجزائري الذي ابهر الجمهور بنوعية الرقصات المختارة و اناقتها. بينما قدمت فرقة الباليه "الامل" عرضا حول "لالة فاطمة نسومر" بقيادة مصممة الرقصات نوارة ادمي ادته راقصات شابات من مدرسة "الامل" المؤسسة سنة 1997. و اختتمت فعاليات هذا المهرجان امس الخميس من خلال عرض ختامي و حفل لتسليم الجوائز للفائزين. الى جانب العروض المقدمة في اطار منافسات هذا المهرجان نظمت عدة ندوات و عروض في عدة قاعات بالجزائر العاصمة.