أكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة يوم الثلاثاء أن السوريين يواصلون عبور الحدود إلى البلدان المجاورة , حيث بلغ عدد المسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أو الذين ينتظرون التسجيل نحو 465 ألف شخص في كل من الأردن ولبنان وتركيا والعراق. وأوضح المكتب الإقليمي لبرنامج الاغذية العالمي في بيان أن نتائج عمليات تقييم الاحتياجات المشتركة في هذه البلدان بينت إلى أن الحاجة إلى الغذاء هى إحدى أولويات احتياجات اللاجئين حيث قدم البرنامج المساعدات الغذائية لما يقارب 160 ألف لاجئ سوري في هذه البلدان خلال شهر أكتوبر الماضى . و ذكر البيان أن التنقل من وإلى دمشق بات أكثر خطورة, مما يزيد من صعوبة إرسال المواد الغذائية من مخازن برنامج الأغذية العالمي إلى بعض المناطق لا سيما الشمالية منها موضحا أن برنامج الاغذية العالمي شهد خلال الأسابيع القليلة الماضية, تزايدا في عدد حوادث الهجمات العشوائية على شاحناته في أجزاء مختلفة من البلاد. وكشف المصدر عن أنه تماشيا مع قرار الأممالمتحدة بخفض عدد الموظفين الدوليين العاملين في سوريا, ونتيجة لتصاعد وتيرة العنف في البلاد, سوف يقوم برنامج الأغذية العالمي بنقل سبعة من موظفيه الدوليين إلى عمان, الأردن, مشيرا إلى أنه سيواصل حوالي 20 موظفا دوليا و100 موظف سوري تابعين للبرنامج عملهم من داخل البلاد لتنفيذ عمليات الإغاثة الطارئة بتوزيع المساعدات الغذائية على نحو 5ر1 مليون سوري. وأوضح البيان أن وكالات الأممالمتحدة, بما في ذلك برنامج الأغذية العالمي, وجميع البعثات الميدانية خارج دمشق, قد علقت مؤقتا مما سوف يؤثر سلبا على قدرة البرنامج على مراقبة توزيع المواد الغذائية من قبل شركائنا ويحد من حركة الموظفين لإجراء تقييم الإحتياجات الإنسانية وحالة الأسواق. وأكد البرنامج أنه يعطى الأولوية في عمليات توزيع المواد الغذائية للسوريين النازحين داخليا والذين فروا من مناطق البؤر المشتعلة التي شهدت معارك عنيفة في الشهور الماضية , الكثير منهم قد نزح مرتين أو أكثر. وأضاف أن أكثر من 85 % من بين 5ر1 مليون شخص فى سوريا يتلقون المساعدات الغذائية التي يقدمها برنامج الأغذية العالمي هم من النازحين داخليا , ومعظمهم يعيشون في المباني العامة كالمدارس والجامعات , مشيرا إلى محافظات ريف دمشق وحلب والرقة تأوي العدد الأكبر من الأشخاص الذي نزحوا عن مناطقهم حديثا. وكان برنامج الأغذية العالمي قد أطلق عملية الاغاثة الطارئة في أكتوبر عام 2011 وقام تدريجيا بزيادة عدد المستفيدين حتى وصل إلى مليون ونصف المليون في جميع المحافظات السورية ال 14 , بالعمل مع شريكه الرئيسي , الهلال الأحمر العربي السوري , حيث يحتاج البرنامج لتوفير المساعدات لهذا العدد, إلى نحو 15 ألف طن متري من المواد الغذائية شهريا بتكلفة تبلغ نحو 22 مليون دولار أمريكي.