تخشى المنظمات الإنسانية الدولية من احتمال وقوع كارثة إنسانية في ليبيا داعية المجتمع الدولي للإسراع في زيادة الجهود الإنسانية وتقديم مساعدات طارئة للنازحين من هذا البلد نحو البلدان المجاورة. ودعا برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إلى تقديم المساعدات الإنسانية الآمنة إلى آلاف النازحين خاصة إلى المناطق الغربية من ليبيا. وشددت المديرة التنفيذية للبرنامج جوزيت شيروت على أن قطع المعونات الغذائية " ينبغي ألا يستخدم كسلاح" مبرزة أن أزمتين عاجلتين يواجههما البرنامج وهما الحاجة الملحة للطعام لأولئك الفارين عبر الحدود مع مصر وتونس إلى جانب تهديد أنظمة توزيع الأغذية خاصة داخل الأراضي الليبية "حيث يتم استنزاف المخزونات". وأشارت إلى انطلاق عملية إغاثة طارئة بقيمة 7,38 مليون دولار لتقديم مساعدات غذائية إلى 7,2 مليون شخص في ليبيا ومصر وتونس مشيرة إلى أن البرنامج يخطط لعملية الطوارئ تستغرق ثلاثة أشهر من شأنها مساعدة البلدين في دعم شبكات الأمن الغذائي و شراء المواد الغذائية من المنطقة للمساعدة على ضمان التعافي من الاضطراب. ومن جدة حذرت منظمة المؤتمر الإسلامي من تفشي بعض الأمراض الوبائية على الحدود الليبية التونسية نتيجة للأعداد الكبيرة من النازحين من ليبيا في حالة عدم وجود جهود دولية عاجلة لترحيل هؤلاء النازحين. وأوضح الأمين العام لمنظمة اكمل الدين احسان اوغلو اليوم أن الحل العملي والعاجل لأزمة النازحين والعالقين على الحدود التونسية الليبية هو إيجاد وسائل إخلاء عاجلة لهم إلى بلادهم الأصلية وذلك عن طريق استئجار عدد من البواخر والطائرات. وحذر من انه في حالة عدم وجود جهود دولية عاجلة لترحيل النازحين، فإن الأمر يمكن أن يتحول إلى كارثة إنسانية على الحدود لاسيما في حالة تفشي بعض الأمراض الوبائية نظرا للأعداد الكبيرة للنازحين. من جهتهم، اقترح وزراء الشؤون الخارجية العرب في دورتهم العادية ال135 أمس بالقاهرة تشكيل هيئة عربية تنسيقية لتوفير المساعدات الإنسانية وإيصالها إلى الشعب الليبي مؤكدين على ضرورة التعامل العادل مع الظروف الإنسانية و الوضع المتردي في ليبيا من خلال المساعدات العاجلة. كما شددوا على ضرورة تقوية قدرات تونس و مصر و تمكينهما من التجاوب مع إعداد اللاجئين العرب الفارين من ليبيا. ومن بروكسل عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية بقيمة 10 ملايين يورو (13.8 مليون دولار) للاجئين من لبيبا. وصرح جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي خصص مبلغا مبدئيا قدره ثلاثة ملايين يورو غير انه على ضوء الحاجات الإنسانية سيزيده فورا إلى عشرة ملايين. وفي هذه المرحلة " سنوفر المساعدات الطبية والغذائية والملجأ والضروريات الأخرى للاجئين على الحدود المصرية والتونسية". وفي ضوء تدفق آلاف النازحين من مختلف الجنسيات من ليبيا على الحدود مع تونس طالبت السلطات التونسية من الأممالمتحدة والمنظمات الدولية بسرعة توفير الوسائل المتاحة لدى وكالات الإغاثة الإنسانية وإقامة جسر جوي وبحري مكثف وسريع باعتباره الحل الأفضل للتخفيف من خطورة الوضع الإنساني بالمنطقة. وأفادت مصادر رسمية تونسية أن مساعد وزير الخارجية التونسي رضوان نويصر أجرى محادثات في جنيف مع مسؤولي الأممالمتحدة والمنظمات الدولية وعددا من سفراء الدول المانحة وعرض الأوضاع في المنطقة الحدودية والجهود التي تبذلها بلاده لاستقبال النازحين وتطويق المخاطر المترتبة عن ذلك. وقد تم الاتفاق على إطلاق استراتيجة مشتركة بين وكالتي الإغاثة الإنسانية لتسخير وسائل النقل الجوي والبحري لإجلاء النازحين وفي مقدمتهم المصريين الذين تتزايد أعدادهم. وعلى ذات الصعيد ولكن على الحدود الجزائرية الليبية أقام الهلال الأحمر الجزائري مواقع لاستقبال النازحين عند المنافذ البرية تأوي حتى الآن نحو خمسمائة نازح أجنبي. وقد وفرت السلطات الجزائرية حافلات لنقل النازحين على الحدود إلى مواقع إيوائهم ونحو مطار (ان أمناس) في طريق عودتهم إلى بلدانهم. وتحسبا لتدفق محتمل للنازحين في الأيام القادمة أوفدت السلطات الجزائرية كوادر بشرية إلى المراكز الحدودية الثلاثة مع ليبيا (تارات) و (تنالكوم) و (الدبداب) التي استقبلت نحو أربعة الاف نازح جزائري وأجنبى على مدى أسبوع.