يواصل قادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا /ايكواس/ أشغال قمتهم بياموسوكرو /كوت ديفوار/ بحث سبل التعجيل بنشر القوات الافريقية لدعم نظيراتها التي تواجه مقاومة شرسة من الجماعات المسلحة في شمال البلاد والإسراع في توفير الدعم مالي لتغطية تكاليف الحرب التي عرفت في الآونة الأخيرة تصعيدا غير مسبوق منذ اندلاع الأزمة. و من هذا المنطلق تمحورت دعوة الرئيس التشادي ادريس ديبي في كلمة خلال افتتاح الجلسة الدول الأعضاء في التجمع الإقليمي والجيش المالي إلى الإسراع في الانتشار في شمال مالي ومساندة الجنود الفرنسيون والتشاديون جنبا إلى جنب في المعارك التي تدور رحاها مع الجماعات التي صعدت من هجماتها ضدهم في الآونة الأخيرة. ورغم وجود أكثر من 6 آلاف جندي إفريقي في مالي تنشط القوات التشادية التي تضم 1200 جندي ولا تنتمي إلى القوة الإفريقية بل تعمل بالتنسيق معها في الخطوط الأمامية إلى جانب الجنود الفرنسيين. و تكبدت تشاد الغير عضوة في ايكواس خسارة ثقيلة اثر مصرع 23 جنديا في مواجهات ضد المسلحين اندلعت يوم الجمعة الماضي في جبال "ايفوقاس" أقصى شمال و التي استمرت على مدى خمسة أيام. حرب تحتاج إلى تمويل ودعم عسكري اكبر وتكاليف باهظة وأفادت مصادر افريقية بأن مجموعة ايكواس تنوي نشر 2000 جندي إضافي لكنها تحتاج إلى أكثر من ضعفي المبلغ الذي تعهد المجتمع الدولي نهاية شهر جانفي الماضي تأمينه لعمليات القوات الافريقية /ميسما/ ومقداره 455 مليون دولار. وفي هذا الصدد أعلن الجيش النيجيري اليوم عن الانتهاء من نشر 1200 جندي في مالي لمساعدة القوات الأفريقية (أفيسما) الموجودة هناك بالتعاون مع القوات الفرنسية التي تخوض معارك في شمال البلاد لطرد المسلحين من المناطق التي يسيطرون عليها. وقال المتحدث باسم الجيش محمد يريما في تصريح صحفي ان "آخر دفعة من القوات النيجيرية وصلت إلى مالي أمس الأربعاء علي متن طائرة عسكرية من طراز (هيركوليز سي -130) " مشيرا الى أن الحكومة البريطانية "ستقوم بارسال معدات عسكرية إلى القوات النيجيرية الموجودة في مالي". ويرى مراقبون ان الجيش المالي والقوات الأفريقية غير قادرين وحدهما حاليا على فرض السيطرة على شمال مالي الشاسع لذا اضطرت فرنسا التي أرسلت 4 آلاف جندي و رجحت سحبهم بدءا من شهر مارس المقبل إلى إعادة النظر في هذا الأمر. و أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أول أمس ان " مغادرة القوات الفرنسية في شمال مالي على عجل غير واردة حاليا وكل شيء سيجري بانتظام". وكان وزير خارجية كوت ديفوارشارل كوفي ديبي قد كشف عن قرابة 6 الاف جندي في القوة الافريقية قيد الانتشار تدريجيا على مجمل الأراضي" و هو ما أكده الكولونيل دياران كونيه من وزارة الدفاع المالية في نهاية الأسبوع. و تسعى دول ايكواس من خلال تجمعها الاقليمي إلى توفير الدعم المالي اللازم لتمويل الحرب في مالي التي دخلت "احسم" مراحلها حيث طالب وزرائها في اجتماع لهم يوم الاثنين الماضي في ابيدجان بتوفير /950 مليون دولار ما يعادل /715 مليون يورو/ اي ضعف ما تضمنته الوعود السابقة لتمويل الحرب في مالي وتعزيز القوات الافريقية التي يفترض ان تحل محل اقوات الفرنسية. وقال الوزير الايفواري الذي يتراس بلاده حاليا التجمع ان "في مواجهة متطلبات حرب غير متكافئة مع المسلحين يصبح تعزيز القوات الافريقية التي حدد عددها ب8 آلاف جندي اولوية وان ويرفع التقدير المالي الشامل الى 950 مليون دولار". مجلس الامن يطرح امكانية تحويل القوات الافريقية الى قوات حفظ السلام وكان مجلس ا الامن الدولي قد تبنى خلال مشاورات حول مالي مشروع رسالة الى الامين العام بان كي موم تطلب منه تقديم تقرير اولي قبل نهاية مارس القادم حول سبل وظروف انشاء عملية لحفظ السلام". و قال السفير الفرنسي لدى الاممالمتحدة جيرار ارو " من المفترض ان يحل القبعات الزرق محل البعثة الدولية للدعم في مالي (ميسما) "عندما تسمح بذلك الظروف الامنية"مضيفا "خلال ذلك فان الاممالمتحدة "سترسل الى الميدان بعثة تقييم خلال الاسابيع المقبلة و بعدما يتم تقديم تقرير الاممالمتحدة وبناء عليه لابد كذلك قبل ارسال القبعات الزرق ان يكون هناك قرار من مجلس الامن الدولي و كذا طلب رسمي من السلطات المالية في هذا الشان". و كان رئيس مفوضية مجموعة "ايكواس" قادري اوادروغو قد حث حكومات الدول المشاركة في قوة (أفيسما) على التفكير في تحويل هذه القوة الي قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام في مالي.