تم إبراز دور قطاع الصحة وإسهامه إبان الثورة الجزائرية خلال ندوة نظمت اليوم السبت بالجزائر العاصمة حول الموضوع بمنتدى "المجاهد". وأوضح الأستاذ محمد تومي مسؤول صحي بالولاية الثانية التاريخية أن مؤتمر الصومام (20 أوت 1956) الذي ضبط تنظيم الثورة على الصعيدين السياسي والعسكري لم يتطرق لتنظيم القطاع الصحي مشيرا إلى أنه "ظهر فيما بعد أن تنظيم هذا القطاع كان يكتسي نفس الأهمية". وأضاف الأستاذ تومي أن قطاع الصحة إبان الثورة شهد مرحلتين منفصلتين تميزت الأولى (1954-1956) بالنقص الفادح في الامكانيات البشرية والتجهيزات في حين اتسمت المرحلة الثانية (1956-1962) —والتي صادف انطلاقها الإضراب العام للطلبة— بالتنظيم لاسيما من خلال التكوين الذي استفاد منه الأطباء والممرضون. من جهته أشار السيد لمين خان عضو سابق بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ومسؤول صحي بالولاية التاريخية الثانية إلى أن الإضراب العام للطلبة في ماي 1956 شكل منعطفا في تطور قطاع الصحة إبان الثورة بحيث أن العديد من الطلبة التحقوا بالجبال خلال الإضراب. وأوضح أنه قام بتكوين طلبة شباب في مجال الطب في الجبال من أجل "تعزيز تعداد الأطباء والممرضين". ونوه متدخلون آخرون بالأطباء الذين تخلوا عن مشاويرهم للالتحاق بالجبال وتعزيز صفوف الثورة والذين كانوا "يتحلون بالحس الوطني وروح التضحية" من أجل استقلال الجزائر. وتم بهده المناسبة تكريم المناضلين من أجل القضية الوطنية جون بول غرانغو وآني ستينار ومسؤولين صحيين سابقين إبان الثورة الجزائرية. وتدخل هذه الندوة في إطار الاحتفال بخمسينية استقلال الجزائر وتصادف اليوم العالمي للصحة (7 أفريل).