شدد المشاركون في الملتقى الوطني الثاني حول أمراض وزرع الكلى بالجزائر الذي اختتمت فعالياته بعد ظهر اليوم الأحد بجامعة باتنة على ضرورة توسيع التكوين في الوخز الكلوي (الخزعة) وقراءته لتعميم زراعة الكلى بالجزائر. و اعتبر المختصون بأن التكوين في هذا المجال من شأنه تقليص مدة انتظار المرضى المصابين بالعجز الكلوي الحاد لاسيما الذين يطمحون إلى زرع كلية كما يسمح بتوسيع مجال ممارسته وخاصة من حيث القراءة التي تتم حاليا بالجزائر العاصمة فقط. وأوصى المشاركون من جهة أخرى في أعقاب 3 أيام من المداخلات الثرية بوجوب التكفل الجيد بمرضى السكري والمصابين بارتفاع ضغط الدم باعتبار أن"50 بالمائة من الذين يصلون إلى العجز الكلوي الحاد بالجزائر يعانون من أحد المرضين أو كلاهما معا". ولم تغفل التوصيات الاهتمام بالتشخيص المبكر للأمراض التي تصيب الكلى إلى جانب التكفل بأمراض المسالك البولية لدى الأطفال ثم تشجيع الطب الوقائي على مستوى الصحة العمومية . وكان المشاركون في هذا اللقاء العلمي الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية "أوراس" للصحة قد دعوا إلى ضرورة تشجيع عملية زرع الكلى من الميت إلى المريض الحي وكذا بين الأحياء في الجزائر لاسيما وأن المشرع والقانونيين الجزائريين أجازوا ذلك. ولم يخف المختصون الذين قدموا من مختلف كليات الطب والمستشفيات بالوطن بأن الجزائر قطعت أشواطا لا بأس بها في هذا المجال وهي تتوفر اليوم بعد مرور حوالي 27 سنة على أول تجربة لزراعة الكلى على المستوى الوطني على كفاءات طبية عالية المستوى والتكوين بإمكانها الإشراف وتأطير العملية وحتى تعميمها على المستشفيات الصغرى. لكن يبقى فقط يضيف المتدخلون تشجيع هذه الكفاءات وتوفير الإمكانات والشروط اللازمة لها لتنفيذ عملية زرع الكلى عبر مراحلها الثلاث الأساسية والمتمثلة في ما قبل وأثناء وما بعد العملية لأنها تتسم بالتعقيد وتحتاج إلى فريق طبي متعدد التخصصات ومتكامل. وتم التطرق في هذا السياق إلى ضرورة جمع كل هذه الطاقات والإمكانات المسخرة لانجاح عملية زرع الكلى في مكان واحد والتي أجمعت العديد من التدخلات على أن يكون مستشفى البليدة لزراعة الأعضاء مكانا لها باعتبار أن العملية في مجملها عبارة عن سلسلة مترابطة انطلاقا من التحاليل الأولية إلى غاية اختبارات تطابق الأنسجة وفق زمر الدم المختلفة. وتميز هذا الملتقى الذي شهد حضورا نوعيا للأطباء والمختصين في أمراض الكلى من القطاعين العمومي والخاص وكذا باحثين وأساتذة جامعيين بحضور البروفيسور حسين شاوش الذي أشرف على أول تجربة لزراعة الكلى بالجزائر سنة 1986 والذي لم يبخل على الحضور بتجربته في الميدان. أما المشرفون على الملتقى فأكدوا بأن طرح زرع الكلى بالجزائر للنقاش في تظاهرة علمية جمعت أغلب التخصصات جاء بعد ملاحظة الخلل الكبير بين العرض والطلب فيما يخص التكفل بالمصابين بالعجز الكلوي الحاد لاسيما الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية من المرض وأصبح زرع الكلى لهم بمثابة الفرصة الوحيدة للنجاة من موت أكيد. وتخللت هذا اللقاء مداخلة للدكتور عثمان شينار مختص في الأمراض الداخلية بالمركز الإستشفائي الجامعي بباتنة كشف خلالها عن دراسة الأولى من نوعها وطنيا في المجال حسب ما أكده لوأج قام بها حول أمراض الكلى بدائرة باتنة أثبتت وصول 40 مريضا كل سنة بهذه الدائرة ببلدياتها الثلاث التي تضم حوالي 380 ألف ساكن إلى مرحلة العجز الكلوي الحاد والخضوع لتصفية الكلى اصطناعيا . وأجمع المشاركون في ختام هذا الملتقى على الانخفاض والعجز الكبيرين فيما يخص عملية زرع الكلى بالجزائر التي نفذ بها منذ سنة 1986 أقل من 1000 حالة زرع لهذا العضو الحساس فيما تبقى قائمة انتظار هذه العملية جد طويلة يضيف المختصون.