أكد وزير الطاقة و المناجم السيد يوسف يوسفي يوم الاحد أن الجزائر تتوفر على الإمكانيات لإعادة تشكيل احتياطيها من المحروقات بالرغم من تراجع بعض الحقول أدى إلى انخفاض في انتاج النفط. و اعترف السيد يوسفي خلال ندوة بالجزائر العاصمة لعرض آفاق تطوير القطاع بأن الانتاج الوطني للمحروقات عرف انخفاضا إثر تراجع بعض الحقول المستغلة منذ 50 سنة. و اعتبر أن هذا التراجع "عادي" بالنسبة لحقول ظلت مستغلة على مدار عشريات من الزمن. لكن ما يبعث الكثير من الأمل حول المستقبل الطاقوي للبلد هي الاكتشافات التي تمت خلال السنوات الأخيرة و التي سمحت باستغلال حقول جديدة و إعادة تشكيل احتياطي الجزائر. و إذ اعتمد على الأرقام ذكر الوزير بحفر 66 بئرا سنة 2012 حيث سمح ذلك بتحقيق 31 اكتشافا مضيفا أن هذه الجهود ستتواصل سنة 2013 من أجل حفر 130 بئرا. و قال في هذا السياق أن شركة سوناطراك تحصلت مؤخرا على مؤشرات بخصوص حقول نفطية هامة تقع بحاسي الرمل. و إن تأكدت هذه المؤشرات ستحقق الجزائر أهم اكتشاف للمحروقات منذ 50 سنة. و من أجل رفع احتياطيها تعمل شركة سوناطراك كذلك على تحسين نسبة الاسترجاع لحقل حاسي مسعود الذي يعد أكبر حقل نفطي للجزائر بقدرة انتاج تقدر ب400.000 برميل يوميا. و بعد أن أشار إلى أهداف القطاع في مجال البتروكيمياء أوضح السيد يوسفي أن مخطط التنمية الذي تم إعداده لهذا الصدد يعد "ثورة حقيقية" بالنسبة لهذا الفرع من خلال تجديد مركب سكيكدة. و حسب الوزير أن هذا المشروع سينجز بالشراكة مع مؤسسة أجنبية تم تحديدها من أجل إنتاج البلاستيك و البوليتيلان و البوليفينيل كلورور (بي-في-سي) و مواد كيميائية أخرى ضرورية للصناعة. و يقدر هذا الاستثمار ب 15 مليار دولار. و يتفاوض مجمع سوناطراك حاليا بشأن مشروع إنتاج 900.000 طن من الألومينيوم يتطلب استثمار 6 ملايير دولار. و في مجال تكرير النفط ستقوم محطات التكرير التي عينت في مخطط عمل الحكومة بمضاعفة قدراتها في التكرير مما سيغطي احتياطات الجزائر من الوقود في آفاق 2040. و ذكر السيد يوسفي أن عملية إنجاز هذه المصانع ستنطلق هذه السنة على أن يتم إتمامها في آفاق 2018. و بخصوص الغاز الطبيعي المميع ستقوم سوناطراك انطلاقا من هذه السنة بتشغيل وحدتين بأرزيو و سكيكدة بطاقة إنتاجية تقدر ب 5ر4 مليون طن سنويا لكل منهما. و مع دخول هاتين الوحدتين حيز العمل ستصل قدرة الجزائر في مجال تمييع الغاز إلى 35 مليار متر مكعب سنويا.