تمكن مربي النحل الشاب عبد الحليم لولو البالغ من العمر 34 سنة والناشط بمشتة لحويمة ببلدية لحنانشة قرب مدينة سوق أهراس من تحقيق إنتاج قياسي ب80 كلغ من العسل في بعض خلايا منحلته حسب ما لوحظ. وذكر لولو الذي يحوز على 80 خلية أن جني هذا المحصول الذي سيؤهل دون شك الولاية لاحتلال المرتبة الثالثة وطنيا "يعود أساسا إلى الدعم الذي تلقاه في إطار برامج الدعم التقني" لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية وإلى "فرص التكوين" التي منحتها له غرفة الفلاحة بتوجيهه إلى المعهد التقني متعدد الاختصاصات بقالمة والى تعاونية وجمعية تربية النحل للبليدة وهو ما سمح له بإتباع تكوين في مجال تربية الملكات. وتم تحقيق هذا المعدل القياسي برسم حملة جني العسل التي شرع فيها بولاية سوق أهراس منتصف جوان الأخير وستتواصل الى غاية 15 أوت المقبل حسب ذات المربي الذي نوه بمجهودات مسؤولي مديرية المصالح الفلاحية وغرفة الفلاحة ورئيس جمعية مربي النحل لسوق أهراس. وأوضح ذات المنتج أن تنوع الغطاء النباتي بمحيط منحلته مكن من تحسين الإنتاج والمردودية فضلا عن خبرته مما ساعده على تطويرعدد الخلايا وفي كمية الإنتاج الذي كان لا يتجاوز 35 كلغ في الخلية الواحدة السنة الماضية وهو ما يمثل قفزة محسوسة تستحق التشجيع. ويعتزم الشاب لولو ولوج عالم المهنية في هذا المجال وتطوير هذه الشعبة وذلك من خلال دعم غرفة الفلاحة ومديرية المصالح الفلاحية بهدف توسيع منحلته إلى 250 خلية بكل تجهيزاتها حيث سيتقدم قريبا لطلب قرض من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب. واعتبر رئيس تعاونية "الملكة"عمران مبارك أن السيد لولو يعد نحالا مثالا لنحالي ولاية سوق أهراس سواء من ناحية الخبرة أو الإنتاج وحتى من حيث عدد الخلايا. وأوضح أن تربية النحل المنتشرة بالبلديات الغابية والجبلية والرعوية وأشجار الكاليتوس والحمضيات والإكليل والنباتات المتعددة الأزهار بإمكانها استيعاب يد عاملة كبيرة من متربصي مراكز التكوين المهني لاسيما بعد إدراج تخصص عون صيانة خلايا النحل في إطار اتفاقية تم إبرامها مؤخرا بين مديريتي التكوين المهني والمصالح الفلاحية والتي تشمل كذلك تخصصات البستنة وتربية الدواجن وزراعة الأشجار ومراقبة وتعليب مشتقات الحليب وتحويله. ومن جهته ذكر رئيس غرفة الفلاحة محمد يزيد حمبلي أن أساس كل نجاح هو "التكوين والتنظيم والاحترافية" مشيرا أن ما يتميز به النحال لولو هو حبه للمهنة وتخصيص كل وقته لهذه الشعبة وهو ما سمح له ببلوغ مثل هذا الإنتاج القياسي. وأوضح رئيس ذات الغرفة أن هذه الشعبة عرفت منذ سنتين إقلاعا كبيرا من خلال ارتفاع عدد المربين النوعي (800 مربي) بفضل الاختيارات الجيدة للمستثمرين في هذا المجال واستفادتهم من الدعم الفلاحي عن طريق الغرفة ومديرية المصالح الفلاحية التي يجدون بها كل التسهيلات للاستفادة من برامج الدعم التي سخرتها الدولة. وبغض النظر عن النجاحات التي حققتها عديد الشعب الفلاحية بهذه الولاية الواقعة بأقصى شرق البلاد حيث سجلت 46 ألف قنطار من الزيتون الموسم الحالي و96 مليون لتر من الحليب العام 2012 وأزيد من 5 آلاف قنطار من الكرز بأولاد ادريس إلا أن مرافقة الفلاح في مجال التكوين تبقى أساسية وتستدعي استحداث معاهد تقنية في جميع الشعب لتقريب هذه المعاهد من الفلاح-كما يرى رئيس غرفة الفلاحة السيد محمد يزيد حمبلي . واعتبر رئيس ذات الغرفة أن نقص اليد العاملة المتخصصة يتطلب التفكير في الرجوع إلى المتوسطات والثانويات الفلاحية التي كانت تنشط إلى غاية تسعينيات القرن الماضي وذلك من أجل ترسيخ حب المهنة الفلاحية في نفوس النشء. وذكر أن هاجس الفلاح في نجاح أنشطته الفلاحية يبقى مرهونا بالتمويل البنكي لذلك أصبح من الأولويات إنشاء بنوك جهوية بسوق أهراس لضمان اتخاذ قرارات التمويل محليا وبسرعة. ويتوقع مسؤولو مديرية المصالح الفلاحية برسم حملة جني العسل للموسم 2012-2013 التي ستتواصل لغاية 15 أوت المقبل تحقيق إنتاج ب4500 قنطار من مادة العسل وهو الإنتاج الذي يفوق ما تم تحقيقه الموسم الماضي (2500 قنطار) ولم يتعد قبل 3 سنوات 200 قنطار. وحسب مدير المصالح الفلاحية السيد عبد الرحمان منصوري فإن تحقيق هذه الكمية يعود أساسا إلى إتباع المسار التقني والتغذية وبرنامج الإرشاد الفلاحي الذي قامت به مديرية المصالح الفلاحية بالتنسيق مع غرفة الفلاحة وتعاونية "الملكة" لتربية النحل فضلا عن توسع حظيرة خلايا النحل التي وصلت إلى 6 آلاف خلية منها 1000 خلية جديدة وتزايد عدد المربين الذي وصل إلى 800 مرب ينشطون في هذه الشعبة لاسيما ببلديات كل من سوق أهراس والمراهنة وسيدي فرج وتاورة ولحدادة والمشروحة والزعرورية ولحنانشة.