شهدت تونس العاصمة اليوم الجمعة مسيرات حاشدة شارك فيه الاف التونسيين للتنديد بعملية اغتيال السياسي محمد البراهمي من طرف جهات مجهولة في الوقت الذي دعت فيه عدة احزاب سياسية إلى تشكيل هيئة للانقاذ الوطني. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بهذه" الجريمة السياسية "كما دعوا إلى" اسقاط" الحكومة ومحاكمة قتلة الفقيد والكشف عمن يقف وراء هذه الجريمة التى وصفوها ب "المدبرة". وردد المحتجون هتافات تطالب "بحل" المجلس التأسيسي و "اسقاط" الحكومة كما رفعوا لافتات تنادي ب " إنهاء الشرعية الانتقالية" في الوقت الذي شهدت تعزيزات أمنية مكثفة تمركزت حول أهم شوارع المدينة. وشارك في هذه المسيرات ممثلو ائتلاف الجبهة الشعبية والتيار الشعبى وقوى التحالف الديمقراطي وعدد من الاحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدنى. واجمع عدد من المتظاهرين على أن هذه المسيرات هي "تمهيد" للوصول إلى" تنفيذ" العصيان المدني وبالتالي "الاطاحة "بالمجلس التاسيسسي والمؤسسات المنبثقة عنه بما فيها الحكومة المؤقتة. للاشارة فان الائتلاف السياسي "الجبهة الشعبية " وحركة "نداء تونس" وتشكيلات سياسية أخرى قرروا تشكيل هيئة وطنية عليا للانقاذ الوطني تقوم -مع خبراء القانون الدستوري- باستكمال صياغة الدستور فى غضون شهرين وعرضه على الاستفتاء الشعبي مع حل المجلس التاسيسي. كما تقوم الهيئة -وفقا لاصحاب المبادرة- بتشكيل حكومة انقاذ وطنى محدودة العدد لا تترشح للانتخابات القادمة وترأسها شخصية وطنية مستقلة متوافق عليها تتخذ ضمن برنامجها جملة من الاجراءات الاستعجالية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والامنية وتحضر لانتخابات ديمقراطية نزيهة و شفافة. يذكر ان جريمة اغتيال المعارض الراحل شكري بلعيد في 6 فيفري الماضي جعلت شبح الاغتيال السياسي يخيم على تونس لحد الساعة. وأدت تلك الجريمة إلى وقوع أزمة سياسية أطاحت بحكومة رئيس الوزراء السابق حمادي الجبالي الذي يشغل منصب الأمين العام لحزب حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد.