أعلن الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الاثنين خلال زيارة العمل و التفقد التي قادته إلى ولاية المدية أن الثلاثية القادمة (حكومة-نقابة-أرباب عمل) ستعقد يوم 10 أكتوبر المقبل و ستدرس إمكانية تطوير الاقتصاد الوطني. و أوضح السيد سلال خلال لقائه بالمجتمع المدني أن الثلاثية المنتظرة ستعكف على دراسة "امكانية تطوير اقتصاد وطني مبني على وحدات صناعية مختلطة وطنية عمومية وخاصة و كذا وحدات صناعية مختلطة وطنية و أجنبية". و أضاف أن "الجزائر عرفت تأخرا في المجال الصناعي مقارنة بما كانت عليه سابقا و يجب تدارك الأمور" مؤكدا ان "هذه هي خارطة العمل التي رسمها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة للحكومة". و من جهة أخرى اعتبر الوزير الاول الاستقرار الذي تنعم به الجزائر في محيط صعب جدا "مكسب كبير" موضحا بأن "الاطمئنان والسكينية والأمن الذي تنعم به الجزائر" تحقق بفضل سياسية الوئام المدني ثم المصالحة الوطنية اللذان جسدهما رئيس الجمهورية. وقد استهل السيد سلال هذه الزيارة بتدشين مركز التسلية العلمية بالمدينة والذي سيصبح لدى دخوله حيز الخدمة "قطبا للاشعاع العلمي" بالمنطقة وذلك نظرا للنشاطات العلمية التي سيحتضنها. ومن ناحية اخرى سلم الوزير الاول الشباب قرارات منح محلات تجارية تقع بالمركز التجاري 200 محل على مستوى القطب الحضري الجديد بالمدينة. وقد تم منح هذه المحلات للشباب البطال و التجار المناسباتيين الذين كانوا ينشطون في الاسواق الموازية الموجودة على مستوى مختلف الاحياء و المحاور التجارية لمدينة المدية. وفي مجال التعليم العالي دشن السيد سلال المقر الجديد لجامعة الولاية وقاعة احتفالات تم انجازهما في إطار مخطط تهيئة القطب الجامعي الواقع بالضاحية الشمالية لمدينة المدية . وألح الوزير الاول خلال تدخله في هذا الصدد على ضرورة إدخال مصالح وهياكل رياضية داخل القطب الجامعي لتحسين الأداء الوظيفي لها داعيا مسؤولي القطاع لمضاعفة الجهد لترقية القطب الجامعي الى مصف قطب امتياز للتعليم العالي . وانتقل السيد سلال عقب ذلك الى بلدية بن شكاو ( 20 كلم شرق المدية ) حيث تفقد موقع لسكنات ريفية تم انجازها في إطار برنامج السكن الريفي مسجل لفائدة هذه البلدية التي يقطنها 000 10 ساكن. وفي هذا المجال دعا الوزير الاول مسؤولي هذا القطاع إلى رفع وتيرة إنجازالسكنات بهدف تلبية احتياجات المواطنين في هذا الميدان تفاديا للنزوح الريفي. وتفقد الوزير الأول بعد ذلك موقعا يضم 30 سكنا عموميا إيجاريا من برنامج سكني يتشكل من 136 سكنا استفادت منه هذه البلدية . وفيما يتعلق بالقطاع الفلاحي دعا الوزير الأول إلى بذل المزيد من الجهود لمواصلة النهوض بالمنتوج الفلاحي الوطني بما يسمح بتصديره الى خارج مؤكدا على ضرورة استغلال كل الإمكانيات لتطوير المنتوج الفلاحي. وبعد أن جدد السيد سلال ارادة الدولة في الاستجابة لانشغالات الفلاحين والمستثمرين في هذا القطاع اشار الى أن ولاية المدية عرفت "تطورا" في المجال الفلاحي وهي "قادرة على تحقيق منتوج إضافي يسمح لها بالتصدير نحو الخارج". وفي هذا السياق قام الوزير الاول ببن شكاو بالتسليم الرمزي لحوالي 15 عقدا للامتياز الفلاحي لفائدة فلاحي البلدية. ودعا المسؤولين المحليين للقطاع للإنطلاق في أقرب الآجال في عملية إعادة الإعتبار وتثمين محيط بني سليمان الواقع شرق المدية مشيرا الى ان ولاية المدية تتوفر على امكانات فلاحية هامة يجب أن تصبح منطقة ذات طابع غذائي زراعي. ولدى توقفه عند الثانوية الجديدة ببلدية الزبيرية (36 كلم جنوبالمدية) ألح الوزير الأول على ضرورة تطوير تعليم المواد العلمية في المناهج الدراسية للتلاميذ داخل جميع المؤسسات التربوية للبلاد مشددا على تطوير تعليم الرياضيات و العلوم الفيزيائية وعلوم الطبيعة والحياة على وجه الخصوص بهدف تدعيم تنمية البلاد . وانتقل الوزير الاول بعد ذلك الى بلدية البرواقية حيث تفقد مركب المضخات و الصمامات المستعملة في مجال الري وجال عبر مختلف ورشات هذه الوحدة الاقتصادية واستمع الى عرض قدمه الرئيس المدير العام للمركب عن الوحدة. وبنفس البلدية استفسر الوزير الاول عن وضعية القطب الحضري المصغر ومدى تقدم أشغال تهيئة هذا الموقع الموجه لإستقبال مشاريع سكنية وتجهيزات عمومية. ويضم هذا الموقع الذي قاربت نسبة أشغال تهيئته 10 بالمائة برنامجا لإنجاز 014 3 سكن و 22 مرفقا عموميا. كما تفقد السيد سلال أشغال محطة الضخ بالبرواقية الجاري انجازها في إطار مشروع تحويل المياه انطلاقا من سد كوديت اسردون بولاية البويرة نحو بلديات ولاية المدية. وكان الوزير الأول قد ألح أمام المؤسسات المكلفة بانجاز هذا المشروع على "ضرورة استكمال أشغاله نهاية نوفمبر المقبل على أقصى تقدير" قائلا في هذا الصدد "لن يقبل أي تأخير إضافي عن آجال تسليمه". كما قام الوزير الأول خلال هذه الزيارته بتفقد مقطع "الشفة- البرواقية" من مشروع الطريق السيار الشفة-بوقزول الذي يمتد على طول 125 كلم والذي سيؤمن سهولة حركة المرور بين مناطق شمال البلاد و جنوبها. وبعين المكان حث السيد سلال المؤسسات المكلفة بانجاز المنشآت الفنية لهذا المشروع على "الشروع في أقرب الآجال في الأشغال" مؤكدا في هذا الصدد أنه لن يقبل أي تأخر في تسليم المشروع مطالبا من المؤسسات المعنية ب"ايجاد حلول للمشاكل التي تتسبب في التأخر الحاصل في اطلاق المشاريع".