أعلن الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، عن برنامج إضافي تستفيد منه ولاية المدية، قيمته الإجمالية 217.28 مليار دينار لإنجاز حوالي 43 عملية تخص عدة قطاعات على رأسها السكن والعمران، الأشغال العمومية، الموارد المائية، التربية، الطاقة والمناجم والفلاحة. كما خص الوزير الأول الولاية ببرنامج إضافي في مجال السكن الريفي، بعد أن أثار والي الولاية الاختلال المسجل بين العرض والطلب في هذا الشأن، مشيرا إلى تسجيل 153 ألف سكن في جميع البرامج منذ 2005 أنجز منها 79 بالمائة فقط. وأكد السيد سلال، أنّ ولاية المدية عرفت تطورا إيجابيا، وعبر عن رضاه على المنظومة المعمارية للولاية، بدء بقاعة المحاضرات للقطب الجامعي التي التقى فيها بالمجتمع المدني التي اعتبرها فخرا للولاية وللجزائر وللأسرة الجامعية. وعبر عن إعجابه بالكثير من البنايات التي تحتضن مؤسسات وهيئات في المدية قائلا :«إنها حافظت على النمط المعماري للمنطقة، وهو ما يؤكد أصالتها وإنها تسير في الطريق الصحيح. وقال سلال ”لقد تعجبت وأنا أزور حي سكني اجتماعي ببن شيكاو من جمال المساكن التي اعتبرها أفضل بكثير من السكنات الترقوية بالعاصمة، فضلا عن أنها مبنية بمواد محلية...فلا يجب أن نبني لحل مشكل السكن فقط، وإنما كذلك لترك آثار حضارية”. وذكر بالمأساة التي عاشتها الولاية في ”سنوات الدمار”، مشيرا إلى أنه لابد من عدم نسيان تلك الأيام، حتى لا ننسى الرجال الذين وقفوا ضد الإرهاب وحققوا الاستقرار. بالمقابل، قال إنه مطمئن على مستقبل المدية بالنظر إلى التطور الذي شهدته في السنوات الأخيرة، بالرغم من تسجيل نقائص جاء ليستمع لأهمها. وبالنسبة للوزير الأول، فإن المدية يمكنها أن تحقق تطورا أكبر من خلال الاهتمام بميدان الفلاحة وكذا الصناعات الغذائية، إلا أنه ألحّ على ممثلي المجتمع المدني والسلطات المحلية عدم التركيز على مواد بعينها دون أخرى، ضاربا المثل بانتشار زراعة التفاح في وقت تملك فيه الولاية ثروات زراعية أخرى يتم إهمالها. كما تحدث عن ضرورة الذهاب نحو تصدير المواد الفلاحية، من خلال بعث صناعة غذائية، مؤكدا دعم الحكومة للاستثمارات في هذا المجال. وخاطب أهل المدينة قائلا :«اعملوا واربحوا وملأوا جيوبكم...فلسنا ضد من يربح”. وأشار في هذا السياق إلى مؤسسة بروفال التي زارها، والتي قال ان باستطاعتها تحقيق إنجازات أفضل عبر الشراكة مع الأجانب بما يسمح لها بتحويل التكنولوجيا، واقترح أن تشرع في إنجاز آليات التنقيب التي تحتاجها عمليات استكشاف الغاز الصخري. واستمع الوزير الأول إلى انشغالات مواطني الولاية باختلافها، والتي وعد بالنظر فيها وبمعالجة كافة النقائص المسجلة وحل المشاكل المطروحة، والتي لا تختلف في مجملها عن تلك التي تعيشها ولايات الوطن الأخرى. وقد قام السيد سلال أمس بزيارة لولاية المدية، دشن خلالها الكثير من المشاريع، وذلك رفقة وفد رسمي يضم عشرة وزراء. وبدأت الزيارة بتدشين مركز الترفيه العلمي بالمدية، التي رفع بشوارعها شعار ”المدية مدينة العلم والعلماء”، وتلقّى بالمناسبة عرضا عن قطاع الشباب والرياضة. ودشن كذلك مشروع المركز التجاري الذي يضم 200 محل موجه لشباب الولاية على مستوى القطب الحضري. وبعين المكان سلّم لأكثر من عشرة شباب قرارات التخصيص لهذه المحلات. كما زار معرضا لمؤسسات مصغرة أُنشئت في إطار إجراءات دعم تشغيل الشباب. وزار سلال القطب الجامعي الجديد للمدية، حيث دشن العمادة وقاعة للمحاضرات، ليتوجه بعدها إلى بلدية بن شيكاو، التي استفادت من مشروع 30 مسكنا عموميا إيجاريا. كما زار المزرعة النموذجية حمامو التي أبرمت موخرا شراكة مع مستثمر خاص. وبعد تقديم عرض عن قطاع الفلاحة سلّم عقود امتياز لعدد من الفلاحين، وزار معرضا للمنتجات الفلاحية المحلية وكذا مستتمرة فلاحية خاصة، وهنا دعا الوزير الأول إلى بذل المزيد من الجهود لمواصلة النهوض بالمنتوج الفلاحي الوطني، بما يسمح بتصديره إلى الخارج. وأكد على ضرورة استغلال كل الإمكانات لتطوير المنتوج الفلاحي، مشيرا إلى أن ولاية المدية عرفت ”تطورا” في المجال الفلاحي، وهي ”قادرة على تحقيق منتوج إضافي، يسمح لها بالتصدير نحو الخارج”. كما أكد إرادة الدولة في الاستجابة لانشغالات الفلاحين والمستثمرين في هذا القطاع. وكانت المحطة الأخيرة ببن شيكاو بتدشين ثانوية بسعة 1000 مقعد مع قاعة متعددة الرياضات بالزوبيرية، وهنا تحدّث الوزير الأول مع التلاميذ، الذين بدأوا الدراسة في هذه الثانوية الجديدة التي انتهت الأشغال بها في سبتمبر الجاري بعد عامين من الأشغال، والتي تضم إضافة إلى أقسام الدراسة، مخابر وقاعة متعددة الرياضات وقاعات محاضرات. وألح الوزير الأول في عين المكان على ضرورة تطوير تعليم المواد العلمية في المناهج الدراسية للتلاميذ داخل جميع المؤسسات التربوية للبلاد، مجددا دعوته إلى تطوير تعليم الرياضيات والعلوم الفيزيائية وعلوم الطبيعة والحياة على وجه الخصوص؛ بهدف تدعيم تنمية البلاد. وطالب مسؤولي القطاع بالانطلاق في حملات تحسيسية في هذا الاتجاه. وبالبرواڤية، تفقّد الوفد الوزاري مؤسسة بوفال العمومية التي استفادت من عملية عصرنة، والتي وقّعت في 2013 اتفاقية مع الجزائرية للمياه والديوان الوطني للتطهير من أجل تغطية احتياجاتهما من المضخات والصمامات. في ذات القطاع، عاين سلال مشروع إنجاز محطة الضخ رقم 13 في إطار عملية تحويل المياه من سد كدية أسردون، لاسيما أن الولاية تعاني من نقص في مياه الشرب. وأعطى الوزير الأول إشارة انطلاق إنجاز 1024 مسكنا عموميا إيجاريا في القطب شبه الحضري للبرواڤية، التي زار بها ورشة أشغال ازدواجية الطريق الوطني رقم 1 الرابط بين الشفة والبرواڤية، مع الاستماع لعرضين حول قطاعي الأشغال العمومية والنقل، لاسيما برنامج السكك الحديدية. مبعوثة ”المساء” إلى المدية : حنان/ح