تنطلق يوم غد السبت في تونس أول مفاوضات مباشرة بين قوى المعارضة والتحالف الحزبي الثلاثي الحاكم الذي يقوده حزب " النهضة "الاسلامي بغية التوصل إلى حل للازمة السياسية الحادة التي تمر بها البلاد وفق ما ابرزته اوساط سياسية ونقابية. و أبرز الاتحاد العام التونسي للشغل- الذي يرعى الوساطة بين الطرفين -ان المفاوضات ستتواصل لمدة ثلاثة أسابيع من أجل"استقالة الحكومة وتشكيل حكومة لتصريف الأعمال لحين إجراء الانتخابات". ولقد وافق حزب "النهضة "الإسلامي الحاكم على استقالة الحكومة الانتقالية بعد المفاوضات "كسبيل لإنهاء هذه ألازمة السياسية التي أضعفت الاقتصاد التونسي وتسببت في انخفاض الاستثمارات وتردد الدول المانحة في تقديم الدعم والمساعدات لهذا البلد . لكن جبهة " الانقاذ"المعارضة اشترطت توقيع كل الاحزاب السياسية المشاركة في الحوار- بشكل مسبق - على خارطة الطريق الرامية إلى ايجاد مخرج للانسداد وذلك قصد "ضمان التزام" كل الاطراف بها وانجاحها. وترتكز خارطة الطريق بالخصوص على تعهد الحكومة الحالية بتقديم استقالتها فى ظرف 3 أسابيع من تاريخ الجلسة الاولى للحوار كما تنص على أن يتم الاعلان عن قبول كافة الفرقاء بتشكيل حكومة تترأسها شخصية وطنية مستقلة ولا يترشح أعضاوها للانتخابات القادمة . وتنص خارطة الطريق على تقييد مهام المجلس التأسيسي (البرلمان) بآجال لإنهاء الدستور والمصادقة عليه. واكدت تشكيلات سياسية" تمسكها "بخارطة الطريق المقترحة من قبل المنظمات الراعية للحوار الوطنى وفي مقدمتها اتحاد الشغل باعتبارها "الحل الذى اتفقت" عليه اغلب القوى السياسية والمدنية في تونس . بيد ان الناطق الرسمى باسم "الجبهة الشعبية" المعارضة يرى ان انطلاق الحوار الوطنى يوم غد السبت "امر غير رسمى" بل "يرتبط اساسا باتمام الترتيبات " كون المسالة المسالة تتعلق ب " الدخول فى حوار جدي" يقوم اساسا على امضاء الترويكا الحاكمة على خارطة الطريق التي ترتكز على استقالة الحكومة والاتفاق خلال الاسبوع الاول على رئيس حكومة مستقل يقوم فى ظرف اسبوعين بتعيين بقية افراد حكومته من المستقلين. اما الصحافة التونسية فقد ابدت " شكوكا " حول "امكانية نجاح " الحوار الوطني حيث تساءلت صحيفة " لوكوتيديان" عما اذا كان هذا الحوار سيؤدي إلى "حل منقذ" خاصة وان محاولات التسوية قد استغرقت شهرين. ومن جهتها كتبت صحيفة ( المغرب )التونسية ان "الحوار الوطني" يمثل آخر أمل في الخروج من المأزق" داعية رجال السياسة إلى ان " يتركوا مصالحهم الضيقة جانبا والعمل من أجل الدفع عاليا بمصلحة تونس. وعنونت صحيفة "الشروق " التونسية "واخيرا اتفقوا على ان يتفقوا حول التفاوض".