أشرف الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الأربعاء بمناسبة زيارة العمل والتفقد التي يقوم بها لولاية أم البواقي على وضع عدد من المشاريع حيز الخدمة وأطلع على مدى تقدم برامج التنمية التي استفادت منها الولاية لا سيما في قطاعات التعليم العالي والفلاحة والموارد المائية. فبعين البيضاء التي كانت أولى محطات هذه الزيارة وضع الوزير الأول حيز الخدمة كلية التكنولوجيا وعلوم المهندس. وقد أنجز هذا القطب التكنولوجي —الذي يضم 3 آلاف مقعد بيداغوجي و التابع لجامعة "العربي بن مهيدي" لأم البواقي— في ظرف 48 شهرا بكلفة فاقت 05ر1 ملياردج و ذلك من طرف أربع مؤسسات. وبهذه المناسبة دعا سلال مسؤولي الجامعات إلى "مرافقة وتوجيه الطلبة خلال مسارهم الجامعي وتشجيعهم على التخلي عن ذهنية التوظيف التي تكرست لديهم من خلال خلق مؤسساتهم المصغرة". كما حث الطلبة على التفكير في إنشاء مؤسساتهم "خاصة و أن الدولة وضعت أجهزة و آليات لدعم التشغيل على غرار الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب التي لا بد من الاستفادة في إطارها و المبادرة بإنجاح مشاريع جديدة مولدة للثروة و مستحدثة لمناصب عمل". كما حظي قطاع الفلاحة باهتمام الوزير الأول الذي استمع خلال زيارته لمركب تربية الدواجن بعين البيضاء إلى عرض حول وضعية و آفاق قطاع الفلاحة بهذه الولاية ذات الطابع الفلاحي. و يتوفر هذا القطاع الإستراتيجي الذي استعاد حيويته بعد أن تضرر خلال الموسم الفلاحي الأخير من ظاهرة الجفاف ثم بفعل الأمطار الطوفانية الأخيرة على مساحة زراعية صالحة ب319 ألف هكتار من بينها 180 ألف هكتار مستغلة حاليا. وقد ألح سلال خلال هذه المحطة على "الاستغلال العقلاني و الأمثل" للمساحات المسقية و"استعمال وسائل إنتاج حديثة من أجل جعل الفلاحة بهذه الولاية تساهم بفعالية في تحسين الإنتاج كما و نوعا و بالتالي التقليص من فاتورة استيراد الغذاء". وفي قطاع الموارد المائية عاين الوزير الأول عملية تحويل مياه سد بني هارون (ميلة) باتجاه سد وركيس (65 مليون متر مكعب) و ذلك بموقع هذا الأخير. و يشكل هذا السد —الذي تطلب استثمارا عموميا بقيمة 4ر10 مليار دج واحتاج إلى تجهيزات عديدة— أحد أكبر المشاريع المهيكلة التي استفادت منها هذه الولاية. وبهذا الموقع (سد وركيس) أعلن سلال عن الشروع في "عملية عاجلة" للتموين بمياه الشرب انطلاقا من هذه المنشأة لفائدة مدينة عين فكرون المجاورة و ضواحيها. و قال الوزير الأول في هذا السياق : "من غير المعقول أن لا يستفيد السكان المجاورون لهذه المنشأة من مياهها خاصة و أنها ستمتلئ عن آخرها في غضون جوان المقبل". وأضاف سلال بأن تقييم مشروع هذا التحويل لا بد أن يشرع فيه "اليوم" ملزما والي أم البواقي بالتكفل بهذه العملية التي يجب —كما قال— أن تتم في أقرب الآجال. وبعين مليلة تفقد سلال ورشة مركب جهوي للحوم الحمراء مدعم بمذبح مندمج كما زار وحدة لصناعة مصافي العتاد المتحرك و المركبات تندرج في إطار استثمار خاص. و قد انطلقت أشغال إنجاز مركب اللحوم الحمراء (استثمار عمومي بادرت إليه الشركة الجزائرية للحوم (ألفيار) أحد فروع شركة تسيير المساهمات للإنتاج الحيواني (برودا) في جانفي 2012 بكلفة 1,97 مليون د.ج و 5,09 مليون أورو. للإشارة سيكون للوزير الأول في ختام زيارته لأم البواقي لقاء بممثلي المجتمع المدني للولاية حيث من المنتظر أن يجيب على انشغالات المواطنين.