يعتزم اتحاد الحقوقيين الصحراويين رفع دعوى قضائية في إسبانيا ضد المغرب بسبب الانتهاكات "المستمرة" لحقوق الانسان التي ترتكب ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة حسبما أوضحه اليوم الجمعة أمينه العام ابا السالك الحيسن. و أكد ممثل الحقوقيين الصحراويين في حديث خص به وأج "سنرفع دعوى قضائية في اسبانيا ضد المغرب بسبب الانتهاكات المستمرة التي ترتكب ضد الصحراويين في الأراضي المحتلة و لذلك نقوم بجمع كل الأدلة الدامغة". كما تعتزم المنظمة الصحراوية من جهة أخرى إخطار هيئات دولية مختلفة من بينها المحكمة الجنائية الدولية بشأن "جدار العار" الذي يعد الأطول في العالم (2700 كلم) و الذي يفصل الأراضي المحررة للصحراء الغربية عن الأراضي التي تخضع للاحتلال المغربي "لفرض تفكيكه". و أكد أن انتهاكات حقوق الانسان في الأراضي المحتلة ترتكب "بشكل دائم" ذاكرا المثال الأخير للقمع الذي تبع المسيرات السلمية التي تنظم في المدن المحتلة للعيون و سمارة للتنديد بالاختفال بالذكرى ال38 "للمسيرة الخضراء" من طرف المحتل المغربي و التي يصفها الصحراويون "بالمسيرة السوداء" لأنها تطبع اجتياح اقليمهم من قبل المغرب سنة 1975. و في هذا السياق ذكر الحيسن من بين الحالات المتعددة للقمع والتجاوزات التي ارتكبت ضد الصحراويين و "الاقصاء التلقائي" الذي يستهدف الصحروايين فيما يتعلق بالحق في التعليم و العلاج و العمل و مراقبة وسائل الاتصال و كذا إخضاع كافة الصحراويين الذين يبدون "معارضة" لمشروع الحكم الذاتي للرقابة. و يتعلق الأمر على حد قوله بوضعيات "تساهم في جعل الصحراويين مواطنين من الدرجة الثانية". و أوضح أن الصحراويين لا يستفيدون من الوظائف الحساسة على غرار أجهزة الأمن منددا بالممارسة المتمثلة في إسهام مدنيين مغربيين في دعم عناصر الشرطة التي تقمع الصحراويين خلال المظاهرات السلمية. و من جهة أخرى تطرق المتحدث إلى الحالة "المقلقة" للمعتقلين السياسيين الذين يخضعون "لظروف قاسية" في السجون المغربية مذكرا بحالة سلا 2 حيث يتواجد معتقلون يحاكمون في إطار قضية اقديم ايزيك. و قال الحيسن أن الأمر يتعلق لاسيما بحرمان هؤلاء المعتقلين من الحق في العلاج و زيارة أقاربهم مؤكدا في هذا الشأن على السياق "الصعب" و "الخطير" الذي يسعى في إطاره مناضلو حقوق الانسان الصحراويين إلى استقاء الشهادات و الكتابات التي ستكشف عن مختلف تجاوزات قوات الأمن المغربية. و أكد الأمين العام للاتحاد أن "المتابعات القضائية تستهدف يوميا هؤلاء المناضلين الذين يتحلون بشجاعة متميزة لأنهم يخاطرون بحياتهم" محذرا من ممارسة لقوات الأمن المغربية تتمثل في تعذيب النشطاء و طردهم من المدينة. و تأسف لعدم معالجة الشكاوي التي تودع لدى المحاكم المغربية مؤكدا أن "كل الأجهزة الإدارية متواطئة مع السياسة القمعية" المغربية. ممارسة القمع من خلال الاستلاب الثقافي و أوضح أن القمع المغربي يمارس كذلك من خلال "الاستلاب الثقافي" بحيث أن سلطات المخزن تحاول "تعديل التشكيلة الديمغرافية" للمجتمع الصحراوي و "فرض أسماء مغربية" لمواطنيها. و ذكر بأن الشرطة المغربية استهدفت كذلك المواقع الثقافية و الأثرية مذكرا بتدمير معلم يعود تاريخه لسنة 1886 بالدخلة المحتلة (فاكتوريا) و الذي أخطرت بشأنه منظمة الأممالمتحدة من أجل الثقافة و التربية (اليونيسكو). و اعتبر الحيسن أن زيارة العاهل المغربي للولايات المتحدةالأمريكية المقررة اليوم تعد "استدعاء" أكثر مما هي زيارة دولة مع رهانات استراتيجية قد تهم البلدين لكون المغرب "اشتهر مؤخرا بانتهاكات متكررة" لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة. و أضاف "يحاول محمد السادس حاليا تحسين صورته لدى الديقمراطيين الأمريكيين" مؤكدا أن المملكة "تضطرب عند اقتراب كل استشارة دولية" حول مسألة الصحراء الغربية. و اعتبر الحقوقي الصحراوي أن الاكتشاف الأخير لمقبرتين جماعيتين فضلا عن الجرائم الأخرى ضد الانسانية تعد سببا "إضافيا" ليعي المجتمع الدولي "بالطبيعة الحقيقية" للنظام المغربي و بضرورة وضع حد لظلمه.