بدأت يوم الإثنين بمصر عمليات انتشار واسعة للجيش والشرطة في المحاور الرئيسية والساحات العامة وأمام المنشآت الرئيسية استعدادا لتأمين الاستفتاء على الدستور المقرر غدا الثلاثاء وبعد غد الاربعاء. يأتي ذلك في الوقت الذي تسلمت فيه قوات الجيش والشرطة المصرية منذ الليلة الماضية مقار اللجان الانتخابية بمختلف المحافظات في أولي مراحل تنفيذ الخطة الخاصة بتأمين الاستفتاء على الدستور الجديد حسب ما أكدت مصادر رسمية بوزارة الداخلية المصرية. وجندت القيادة العامة للقوات المسلحة نحو 160 ألف عنصر من الجيش فضلا عن عشرات الالاف من رجال الشرطة ضمن خطة لتأمين أكثر من 30 ألف لجنة استفتاء على مستوى البلاد بالتنسيق مع باقي الاجهزة المعنية. وصرح مصدر عسكرى اليوم أن عناصر القوات المسلحة فى الشوارع واللجان الانتخابية مؤهلة للتعامل مع أعمال العنف والشغب والتظاهرات مشيرا الى أنه تم تدريب القوات المشاركة في تأمين الاستفتاء على أنسب الأساليب للتعامل مع المشكلات والمواقف الطارئة التى قد تؤثر على سير العملية الانتخابية داخل وخارج اللجان وكيفية مجابهة التهديدات الإرهابية المحتملة. وأكد وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسى القائد العام للقوات المسلحة امس الاحد ان القوات المسلحة "مستعداد ومصرة على مجابهة التحديات وحماية الشعب المصرى وحقه فى التعبير عن إرادته الوطنية وإعادة بناء المستقبل". ومن جهتىه أكد وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم اليوم أن مصر ستشهد غدا الثلاثاء وبعد غد لحظات فارقة فى تاريخها مؤكدا أن أي محاولة لتعكير صفو الاستفتاء "ستواجه بمنتهى القوة والحزم ولا تهاون مع أي فعل يمس إرادة الشعب المصرى". يأتي ذلك في الوقت الذي ما زالت فيه تقارير أمنية تحذر من أعمال عنف وشغب محتملة يومي غد وبعد غد في محاولة من أنصار الاخوان المسلمين عرقلة الاستفتاء من خلال التصعيد الميدانى فى الشارع ومحاولة اقتحام الساحات العامة للاعتصام بها واثارة الفوضى لمنع الناخبين من الادلاء بآرائهم. وفضلا عن ذلك وعلى الساحة الامنية ايضا شهدت مصر اليوم اعمال عنف محدودة في محاولة على ما يبدو للتصعيد لعرقلة الاستفتاء حيث حاولت 4 "عناصر ارهابية" زرع عبوة ناسفة على طريق الجيش بمدينة الشيخ زويد غيرأنها انفجرت عليهم. كما انفجرت قنبلة محلية الصنع صباح اليوم أمام قسم للشرطة بمحافظة الجيزة ما أسفر عن حدوث تلفيات بسيارة خاصة بنقل الجنود فيما كانت مواجهات الامس بين قوات الامن وطلاب ومتظاهري الاخوان قد اسفرت عن 7 اصابات حسب اخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة المصرية. وعلى صعيد آخر أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر أنها منحت تصاريح لمتابعة الاستفتاء على الدستور ل 67 منظمة محلية و6 منظمات دولية تضم اجمالا نحو 84 ألفا و257 مراقبا فيما أكدت استبعاد عدة جمعيات محسوبة على جماعة الاخوان المسلمين من المشاركة في مراقبة الاستفتاء على الدستور وذلك تطبيقا لحكم حظر جماعة الإخوان وأنشطتها وكافة فروعها والجمعيات المنبثقة عنها. وأعلنت الجامعة العربية اليوم عبر رئيسة بعثة الجامعة لمراقبة الاستفتاء أنها قررت اقامة غرفة أزمات بالأمانة العامة للجامعة لتكون مقرا لمتابعة عمليات الاستفتاء والاتصال مع مراقبي الجامعة في كل المحافظات مشيرة الى ان الجامعة ستغطي 75 بالمائة من المحافظات . وحسب قاعدة البيانات التي اعلنتها اللجنة العليا للانتخابات في مصر فسيشارك في الاستفتاء على الدستور الجديد أكثر من 7ر52 مليون ناخب عبر ال 27 محافظة على مستوى البلاد. و تأتي القاهرة في المقدمة من حيث عدد الناخبين ب 6ر6 مليون أي بنسة 6ر12 بالمائة من مجموع الناخبين مع الاشارة الى ان 7 محافظات كبيرة تتركز معظمها في دلتا النيل وهي القاهرةوالجيزة و الدقهلية والاسكندرية والشرقية والبحيرة والغربية تضم اكبر عدد من الناخبين حيث يتراوح عدد الناخبين بها ما بين 6ر6 مليون كحد اقصى في القاهرة و 3ر3 مليون ناخب كحد ادنى. وعلى صعيد آخر أعلنت الخارجية المصرية اليوم ان عدد المصريين الذين صوتوا فى الخارج وصل الى 103 الف مشيرة الى وقوع اصابات لعدد من المصريين أثر حدوث اشتباكات بينهم وبين "عناصر اخوانية معارضة للدستور".