تلتحق نساء متقدمات في السن في الصباح الباكر من كل يوم ب "سوق العرب " للخضر والفواكه بوسط مدينة البليدة لعرض مختلف أنواع الأعشاب الطبية بهدف بيعها لكسب قوت عيشهن وكذا لتقديم خدمة للناس الذين يبحثون عن علاج طبيعي . وتجلس النساء في صمت وهدوء على جانب من السوق تنتظرن الزبائن بدون إطلاق الصيحات التي يستعملها بالمقابل تجار آخرون لترويج موادهم وسلعهم للمواطنين. وفي هذا السياق أوضحت إحدى أقدم بائعات الأعشاب الطبية والعطرية بهذا السوق السيدة طاووس " هنا يعرفنا الجميع الذين يبحثون عن الأعشاب يعرفون أين يجدوننا". وأضافت صديقتها فاطمة قائلة " المريض هو الذي يبحث عن الدواء...أليس كذلك". وبالنسبة لهن فإن بيع الأعشاب الطبية التي بحوزتهن لا يطرح أي إشكال باعتبار أن الطلب يفوق بكثير العرض المتوفر. حيث غالبا ما تقمن ببيع كل الباقات قبل منتصف النهار وذلك لكثرة الطلب عليها. وتكسب هؤلاء النسوة -المتقدمات في السن- رزقهن بفضل هذا النشاط منذ عدة سنوات حيث تتوجهن تقريبا كل يوم نحو غابة سيدي الكبير والشريعة لجلب مختلف أنواع الأعشاب التي تطرح للبيع في اليوم الموالي صباحا بسوق العرب بسعر 40 دينارا للباقة الواحدة. وتتمثل تلك الأعشاب في أوراق الخروب العرعر توابل البقدونس والنعناع والريحان والزعتر وغيرها. ---نصائح حول كيفية إستعمال الأعشاب--- وبفضل تجربتهن الطويلة في هذا الميدان والتي مكنتهن من إكتساب المعارف فإنهن يقمن بإعطاء النصائح للزبائن بأخذ بعض الأعشاب التي تساعدهم في الشفاء من الألم الذي يشكون منه فضلا عن كيفية استعمالها. وسمح الاستعداد الدائم لهذه البائعات لتقديم النصائح والاستماع الى زبنائهن بتردد المواطنين عليهن باستمرار حتى أن البعض أصبح يقدم هدايا لهن اعترافا على فضلهن. وحسب تلك البائعات فإنه بين فبراير ومايو تكون الأعشاب متوفرة بكثرة ويكون الطلب عليها كثيرا خصوصا من ربات البيوت اللواتي يرغبن في تحضير الطبق التقليدي "كسكس لحمامة " وكذا من الذين يصابون بالزكام أو الحمى والذين يريدون التداوي بالأعشاب.