أعلن وزير النقل عمار غول يوم الإثنين بوهران أن ضرورة التوجه نحو تحفيز النقل عن طريق السكك الحديدية أصبح أكثر من حتمية خاصة مع التزايد المسجل في حظيرة السيارات كل سنة. و أوضح وزير النقل خلال ندوة صحفية عقدها على هامش إشرافه على إفتتاح الصالون الدولي للنقل و اللوجيستيك و التنقل قائلا "أن هذه الحتمية تنبع من الإحصائيات التي تبين أنه مع آفاق سنة 2025 سيتم الوصول إلى حوالي 20 مليون مركبة تستعمل الطرق الجزائرية" لافتا إلى أن عدد السيارات التي تنضم إلى الحظيرة كل سنة "يقدر ب 600 ألف سيارة". و أفاد المسؤول الأول لقطاع النقل بأن هذا العدد الكبير المرتقب من المركبات التي ستستعمل الطرق سيقابلها إختناقات مرورية و شلل لمجمل المحاور المرورية مشيرا إلى أنه يوجد حاليا 8 ملايين مركبة فقط. و في إطار التدابير الجديدة التي وضعتها الدولة من أجل فسح المجال لنقل الأشخاص و البضائع خارج الطرق الكلاسيكية سيتم إنجاز-حسب غول- برنامج على المدى القريب لإنشاء 12.500 كلم من الخطوط الحديدية ستمس كافة مناطق الوطن لتخفيف الضغط على الطرقات. و سيتضمن البرنامج إنشاء خطوط عصرية مكهربة و مزدوجة تلبي نقل المسافرين والبضائع والحاويات تخفيفا للضغوطات الكبيرة على الطرقات و التقليل من الازدحام الذي يسببه السيارات الفردية والشاحنات الناقلة للبضائع. و ستصل سرعة قطارات نقل المسافرين إلى 220 كلم/سا بينما تلك الناقلة للبضائع 120 كلم/سا . و قد تم الانطلاق في دراسات تخص لفترة ما بعد سنة 2025 لوضع خطوط سريعة جدا تقدر سرعتها ب 350 كلم/سا. و يرجع هذا القرار-وفقا لذات المتحدث- إلى عدم توفر مساحات كافية لإنشاء طرقات إضافية و هو ما يدعو في التفكير في وسائل نقل أخرى على غرار النقل بالسكك الحديدية و النقل البحري. كما سيتم ربط مختلف موانيء الوطن و منها ميناء وهران بالموانيء الجافة عبر السكك الحديدية من أجل تسهيل عمليات نقلها مشيرا إلى إمكانية تمديد هذا الربط إلى بعض الولايات بغية التقليل من حوادث المرور التي تتسبب فيها الشاحنات على المسافات الطويلة. في هذا الصدد ذكر الوزير بأنه سيتم ربط ميناء وهران مباشرة بالميناء الجاف ببطيوة عبر السكك الحديدية من أجل التحسين من أدائه و تسهيل عملية نقل مختلف المواد خاصة المعادن و المواد الخام و غيرها. و سيتم التركيز-يضيف نفس المصدر- على النقل بالسكك الحديدية داخل المدن كالمترو و الترامواي حيث سيتم إنجاز الترامواي في حوالي 20 ولاية بالإضافة إلى النظر في إمكانية انجاز مترو في بعض الولايات الأخرى. و في رده على سؤال بشأن تحسين الخدمة العمومية في مجال النقل كشف الوزير عن وضع إجراءات تحفيزية للعمال للمنخرطين ايجابيا في هذا المسار و أخرى ردعية تصل إلى حد الفصل للمخالفين و المخلين بها. و في هذا الإطار ذكر غول بالتوقيع على إتفاقية مع قطاع النسيج الوطني بهدف إقتناء ألبسة موحدة للعاملين في قطاع النقل و بألوان مختلفة حسب كل نمط وفق المعايير المتعامل بها عالميا. و قد جاءت هذه الاتفاقية في إطار تطبيق التوصيات التي خرجت بها الجلسات الوطنية للنقل التي نظمت في يناير الماضي. و في حديثه عن النقل البحري الحضري و البواخر الخاصة بالنزهة أكد غول على أن وزارته تشجع فعليا الشروع في مثل هذه المبادرات إلا أنه شدد على أهمية "التأكد من إجراءات الأمن و السلامة على متنها و لهذا يجب ضبط دفتر الشروط ضبطا شديدا لاتقاء الحوادث". و بخصوص مدارس السياقة أكد أنه لن يتم غلق أي مدرسة حاليا بل المطلوب أن تنخرط فعليا و تتكيف مع برنامج العصرنة الذي تم وضعه أما الجديدة منها فستخضع لضوابط وشروط جديدة حتى يتم التحكم في نظام رخص السياقة. و قد أشرف الوزير رفقة والي الولاية عبد الغني زعلان على إفتتاح الصالون الدولي للنقل و اللوجيستيك و التنقل الذي يشارك فيه حوالي 100 عارض وطني و أجنبي. و بالإضافة إلى المؤسسات الوطنية و المختلطة تشارك كل من فرنسا و اسبانيا و النمسا في هذا الصالون الذي يدوم ثلاثة أيام.