أكد وزير الصيد البحري و الموارد الصيدية سيد أحمد فروخي يوم الاثنين بتلمسان أن التكوين و تأهيل المهنيين كفيلان بتشجيع الاستثمار في مجال الصيد البحري و تربية المائيات. وأوضح فروخي خلال زيارة عمل و تفقد قادته إلى مختلف موانئ ومنشآت الصيد البحري بالولاية أن الآليات التي وضعتها الدولة في مجال التكوين تسمح بمرافقة الشباب ميدانيا و مساعدتهم تقنيا لممارسة نشاطاتهم و تحقيق مشاريعهم في مجال الصيد البحري و تربية المائيات. وأكد في هذا الصدد أن "التكوين يمكنه بأن يجد حلا للمهنيين الذين ليس لهم وثائق تثبت كفاءاتهم" قبل أن يشير إلى المكسب الكبير الذي استفاد به القطاع المتمثل في مدرسة التكوين التقني الجديدة للصيد البحري و تربية المائيات بمدينة الغزوات الساحلية. وستسد هذه المدرسة التي أشرف على تدشينها اليوم و المزودة بكل الوسائل البيداغوجية العصرية و الورشات التقنية عجزا كبيرا كانت الولاية تعاني منه في مجال تكوين المهنيين و المختصين في الصيد البحري و تربية المائيات. وتتضمن هذه المنشأة التكوينية التي تتسع ل 250 منصب بيداغوجي و 140 سريرا لطلبة الداخليين أربع ورشات كبرى للتكوين في تخصصات تربية المائيات و الصيد البحري (قائد ساحلي) و سطح السفينة و أخيرا ميكانيك السفن. وتتوفر المدرسة أيضا على مخبرين و قاعة للمحاضرات وتسع (9) قاعات للدروس النظرية فضلا عن مكتبة و قاعة تضم جهازا تمثيليا لقيادة السفن حسب الشروحات المقدمة للوزير الذي طاف رفقة الوفد المرافق له مختلف أجنحة المدرسة التي شرعت منذ بداية هذا الموسم في تكوين طلبة جدد و تأهيل مهنيين. ومن بين هؤلاء المهنيين 17 أتموا يوم الاثنين دورتهم التربصية و تم تكريم الأوائل منهم و تسليمهم شهادات الكفاءة ليباشروا نشاطهم في البحر. كما تفقد الوزير ورشة لإنجاز مزرعة لتربية المائيات بشاطئ "أكلة" ببلدية هنين التي ستعتمد على 12 قفصا عائما لتربية الأسماك في عرض البحر و من المقرر أن تنتج حوالي 600 طن سنويا من سمك (ديب البحر و القاجوج) كما أوضح صاحب المزرعة الذي قدر مبلغ المشروع بما يقرب 250 مليون دج منها 122 مليون دعم مالي تلقاه من الدولة و 78 مليون دج قروض بنكية. وهذه المبالغ سمحت باقتناء كل المعدات من الأقفاص العائمة و الشباك و يجري حاليا تركيبها لاستقبال المزرعة في نهاية مارس صغائر الأسماك و تدخل حيز الإنتاج في نهاية السنة الجارية حسب تقديرات المستثمر. كما تفقد فروخي و الوفد المرافق له مرفأ الصيد والتسلية لمرسى بن مهيدي الذي تم استلامه سنة 2010 و صار جاهزا للاستغلال واستقبال المهنيين وهواة الأنشطة البحرية الترفيهية. وتتميز هذه المنشأة التي ستعمل على تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية لمنطقة مرسى بن مهيدي الحدودية بطاقتها الاستقبالية المقدرة ب 123 سفينة منها63 وحدة صغيرة أو مركب للصيد البحري و 60 وحدة خاصة بالتسلية و الترفيه. و قد تم انجاز هذا المرفأ الجديد بشاطئ يمتاز بمنظره الساحر ومؤهلاته السياحية الواعدة المدعمة بإقبال كبير للمصطافين (معدل 5 ملايين مصطاف سنويا) وثروة سمكية هائلة تقدر ب 9 ألاف طن سنويا حسب جرد تقني لمديرية القطاع. ولاستغلال أمثل لهذه المنشأة ألح الوزير على تشجيع الصيد البحري التقليدي الذي لا يتطلب فضاء كبيرا و معدات ضخمة مع محاولة تطوير المرفأ تدريجيا و تشجيع الأنشطة الترفيهية لدعم السياحة بالمنطقة.