أعلن وزير الصحة و السكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف يوم الخميس بميلة أن لجنة تفتيش عالية المستوى سيتم إيفادها لاحقا إلى هذه الولاية "لتشخيص واقع قطاع الصحة بها لاسيما فيما يتعلق بالواقع الذي يعيشه مستشفى مدينة فرجيوة". وأشار الوزير خلال الزيارة التفقدية التي قام بها يوم الخميس إلى هذه الولاية إلى انه قرر توقيف مدير مستشفى محمد مداحي بفرجيوة عن مهامه وذلك بعد أن لاحظ الوضعية "السلبية " لهذه المؤسسة الاستشفائية التي عاينها في إطار هذه الزيارة خاصة في مجالي التنظيم و التسيير. و قد تلقى الوزير خلال معاينته هذا المستشفى الذي يتسع ل240 سريرا شكاوى عديدة من مواطنين و مستخدمين حول المشاكل العديدة المطروحة بهذه المؤسسة من بينها النقص الفادح وغير المبرر للوسائل و المواد الطبية و عدم الاستقرار و التسيير السيئ و ذلك لعدة سنوات و غياب اختصاصات طبية أساسية. و يعاني هذا المستشفي من غياب كلي لعشرة اختصاصات رئيسية في مجالات طب النساء و التوليد و الكلى و القلب و الغدد و جراحة العظام و طب الأنف و الفم و الحنجرة و الدم و الأعصاب. وتعهد وزير الصحة " بتوفير كامل احتياجات الولاية في ميدان التأطير بالأطباء الأخصائيين" لافتا الى أن الجزائر ستشهد خلال السنة الجارية " تخرج 2200 طبيب متخصص " وبمقتضى ذلك "ستأخذ ولاية ميلة -كما قال- حقها بالكامل بما يلبي جميع احتياجاتها في هذا الميدان". وتواجه ولاية ميلة حاليا " عجزا فادحا في الأطباء الأخصائيين " وفقا لما أكده مسؤولو قطاع الصحة الذي لا يتوفر حاليا سوى على 160 طبيبا متخصصا " أغلبهم يعملون بمستشفى شلغوم العيد و وادي العثمانية " مقابل عزوف واضح عن مستشفيي ميلة و بالأخص فرجيوة ". و تتوفر هذه الولاية حاليا على قدرة استقبال استشفيائية قوامها 1089 سريرا من بينها 340 بمستشفى الأمراض العقلية بوادي العثمانية إلى جانب 5 مؤسسات للصحة الجوارية تؤطر 39 عيادة متعددة الخدمات و 53 قاعة علاج . وقد التزم السيد بوضياف في تصريح أدلى به للصحافة في ختام زيارة العمل التي قام بها إلى هذه الولاية ب" تغيير وجه الصحة بالولاية إلى الأحسن خلال شهرين" مشيرا من جهة أخرى إلى أن القطاع تعزز مؤخرا ببرنامج تكميلي قوامه 6 مستشفيات و عدد هام من العيادات المتعددة الاختصاصات. وقال "نحن نسعى حاليا لبعث هذه المشاريع في الميدان قريبا " . وبمدينة ميلة دشن الوزير بتحصيص "بن معمر" عيادة متعددة التخصصات تكلف إنجازها 88 مليون د.ج فيما لاحظ بها الوزير " تسييرا ناجعا و وفرة في المواد و المستلزمات الطبية ". وتميزت زيارة الوزير أيضا بتفقد سير العمل بمستشفى ميلة الرئيسي حيث عاين أجنحته و مصالحه من بينها مصلحة الاستعجالات.