تحصل المهندس ياسين فاردهب الذي صمم مركز الدراسات الأندلسية بتلمسان يوم الأحد على الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير 2013 (جائزة رئيس الجمهورية). و قد سلم وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون هذه الجائزة للسيد فاردهب خلال حفل نظم بالجزائر العاصمة. واعتبر المهندس عقب تسلمه الجائزة أن التصميم الذي قام به زاوج بين العصرنة والموروث الحضاري الوطني في شكل "مبدع" مؤكدا على أهمية وضع لمسة خاصة في الإبداعات الهندسية الجزائرية. وأضاف أن "هذا النوع من التصاميم الهندسية من شأنه رفع السقف إلى أعلى على مستوى الجودة المعمارية لتكون هذه الأعمال أكثر من مجرد تصاميم هندسية بل معالم تمجد حضارة وتاريخ الجزائر". وصرح قائلا أن "هذه الجائزة التي أتشرف بالحصول عليها ستكون حافزا للمشاركة بأكثر فعالية في الارتقاء بالهندسة المعمارية الوطنية". وتحصل على الجائزة الثانية مصمم مقر بنك الجزائر بقالمة المهندس محمد صالح بومهرة بينما نال الجائزة الثالثة المهندس محمد بن تواتي عن تصميمه لمشروع 300 مسكن إيجاري ببن شيكاو (المدية). وتوج صاحب الجائزة الأولى (جائزة رئيس الجمهورية) بميدالية ذهبية ومبلغ مالي قدره مليون دينار بينما يحظى صاحب الجائزة الثانية بميدالية فضية ومبلغ قدره 600 ألف دينار فيما تقدر قيمة الجائزة الثالثة (جائزة وزير السكن والعمران والمدينة) ب 400 ألف دينار وميدالية برونزية. وتم انتقاء هذه الأعمال من بين 114 عمل تنافس على الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والعمران التي تهدف إلى تكريم الإبداعات الهندسية التي تجمع بين الحفاظ على التراث الوطني من جهة والطابع العصري من جهة أخرى. وتتضمن الأعمال المترشحة عدة إبداعات هندسية مثل المسرحين الجهويين لمستغانم والجلفة والمحطة البرية لورقلة والمدينة الجامعية لقسنطينة والقطب الجامعي للمدية. وصرح وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون خلال حفل تسليم الجوائز أن "هذه الأعمال دليل آخر على ما يمكن للجزائريين فعله عندما توضع فيهم كامل الثقة وفي قدرتهم الإبداعية" مشددا على أهمية تحسين الأداء في مجال الهندسة المعمارية والجمع بين الأصالة والعصرنة. وبعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلال هذا الحفل برسالة إلى المهندسين المعماريين -قرأها نيابة عنه تبون- أكد فيها على أهمية دور المهندسين المعماريين في تحسين الوجه العمراني. وأوضح في رسالته أن "مسؤولياتهم (المهندسون المعماريون) كبيرة في تغيير الصورة القاتمة التي تعرفها مدننا وقرانا على حد سواء". وأضاف "إن السكن يعد من أهم الأولويات بالنسبة للحكومة لذا فإن تحقيق أهدافنا الوطنية في مجال الإسكان أيا كان حجمها لا يمكن أن يتم دون المهندسين المعماريين الذين يعتبرون الفاعلين الرئيسيين في معركتنا ضد الرتابة والسطحية". وردا على هذه الرسالة أكد رئيس الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين جمال شرفي على "جاهزية المهندس المعماري الجزائري ووعيه لتحمل كل مسؤولياته كطرف شريك وفاعل ضمن حلقة النمو والإبداع والإنتاج المعماري مدركا لمتطلبات المرحلة الحالية والتحولات الاقتصادية التي يشهدها القطاع". وأضاف أن برامج التجهيز والسكن في الجزائر وبالرغم من ضخامتها لم تترافق مع متطلبات النوعية المعمارية وهو ما يستوجب -حسبه- مراجعة الإطار القانوني المنظم لهذا المجال بشكل "يحفز المهندسين ويفجر طاقاتهم الإبداعية". ودعا في هذا السياق إلى "نص قانوني يؤطر المسابقة المعمارية ومجال تدخل المهندس بدقة ليكون قاعدة أساسية لترقية نوعية المنتوج المعماري".