أوصى المشاركون في الملتقى الدولي حول " المثقف والثورة الواقع والرهانات " التي إختتمت أشغاله اليوم الأربعاء بجامعة قالمة بإعداد كتاب تكريمي للمؤرخ الجزائري الراحل أبو القاسم سعد الله الذي وافته المنية منتصف في ديسمبر الماضي عن عمر ناهز 83 سنة. وسيكون هذا الكتاب التكريمي تتويجا لأعمال مؤتمر دولي سينظم لاحقا (دون تحديد تاريخ معين) حول شخصية المؤرخ الراحل أبو قاسم سعد الله المولود سنة 1930 بنواحي قمار بولاية وادي سوف. ويلقب في الأوساط الأكاديمية ب"شيخ المؤرخين الجزائريين" حسب ما أوصى به المشاركون في هذا الملتقى الدولي الذي شارك فيه على مدار يومين 50 أستاذا من داخل وخارج الوطن. وجاءت هذه التوصية تتويجا للجزء الكبير الذي خصص لهذا المؤرخ الراحل ضمن أعمال هذا اللقاء المنظم من طرف كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية ومخبر التاريخ للأبحاث التاريخية والدراسات المغاربية بجامعة قالمة و ذلك بقاعة المحاضرات بالمجمع الجامعي سويداني بوجمعة. و زيادة على ذلك أوصى المشاركون في ختام هذا الملتقى بضرورة تشجيع تنقل الباحثين والطلبة على التنقل بين الجماعات العربية والمغاربية وتعزيز التعاون بينها وتكوين قاعدة بيانات للباحثين و إصدار دورية تعنى بأعمال بالشؤون الثقافية بين البلدان العربية . و قدمت خلال اليوم الثاني والأخير من هذا الملتقى الدولي عدة مداخلات تناولت بالتفصيل الحياة النضالية لعدد كبير من الوجوه الثقافية المعروفة بالجزائر ومساهمتها الكبيرة في تفجير ونجاح الثورة التحريرية. وفي هذا الإطار قدم الأستاذ لكحل الشيخ من جامعة غرداية شخصية الشيخ البشير الإبراهيمي كنموذج لدراسة الاتجاه الثوري في فكر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مستعرضا مختلف مناقب الشيخ ومساهماته الفكرية والنضالية في الحفاظ على مقومات الشخصية الجزائرية أمام محاولات المستعمر الفرنسي لتشويهها ومسخها. في نفس السياق تطرق الأساتذة إلى كل من الأمير عبد القادر الجزائري كنموذج لتجربة المثقفين الجزائريين مع الثورة ومقاومة المستعمر وكذا الشاعر مفدي زكرياء كمثقف ومكانته ودوره تاريخيا وراهنا . وجاء موضوع هذا الملتقى الدولي لتسليط الضوء على علاقة المثقف بالثورة الجزائرية من خلال التطرق إلى عدة محاور تتعلق بإشكالية مفهومي المثقف والثورة معرفيا ومنهجيا وجدلية الوظيفة والرسالة للطبقة المثقفة وكذا المناخ الفكري والصيرورة التاريخية لظهور المثقف الثوري في الجزائر. وعرف هذا الملتقى مشاركة عدة أساتذة يمثلون جامعات وهيئات بحث أجنبية من المملكة العربية السعودية والمغرب وتونس وسلطنة عمان إضافة إلى أساتذة من جامعات وطنية قدموا من ولايات غرداية و وهران و سعيدة وسيدي بلعباس والأغواط والمدية والجزائر العاصمة وكذا قسنطينة وسطيف و المسيلة وبسكرة وباتنة وبجاية وميلة وجيجل وعنابة وخنشلة وتبسة و الوادي بالإضافة إلى قالمة.