أعربت الجزائر وتونس يوم الأحد عن ارتياحهما للمستوى والنوعية اللذين بلغهما التعاون الأمني بين البلدين بغية تحقيق الاستقرار على الحدود المشتركة وفي المنطقة برمتها. وأوضح وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة خلال ندوة صحفية نشطها مناصفة مع نظيره التونسي منجي حامدي بمناسبة زيارة رئيس الحكومة التونسية مهدي جمعة إلى الجزائر، أن الجانبين الجزائري والتونسي "مرتاحان لمستوى ونوعية التعاون الأمني بينهما" مشيرا إلى أن "المصالح المختصة تشتغل يوميا فيما يتعلق بالتنسيق وتبادل المعلومات". وعبر بهذا الخصوص عن اعتقاده بوجود "عنصر ثقة بين الطرفين وكذا قناعة بوحدة المصير بين الشعبين من أجل تحقيق أهدافهما المشتركة المتمثلة في رفع مستوى الأمان والمناعة لفائدة الشعبين والبلدين". وأضاف في ذات السياق أن التعاون الجزائري-التونسي "متكامل وهو يتطور ويتنوع بأشكال مختلفة"، مشيرا إلى أن هناك "ما يتعلق مباشرة بدعم ميزانية الحكومة التونسية الشقيقة ودعم ميزانية الدفعات، وهناك ما يتطلب عملا للخبراء قصد تمويل عدد من البرامج والمشاريع". وأوضح أن على هذا الأساس، هذه الأمور "مفتوحة وقد تتجاوز ما يتم الإعلان عنه من أرقام" لأن الأمر -مثلما قال- "يتعلق بعمل متواصل من شأنه فتح ديناميكية في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين". كما أكد وجود "آفاق واعدة لانضمام شركات تونسية لعدد من الشركات الجزائرية لانجاز مشاريع مشتركة في مجال البنية التحتية والبناء والسكن" معتبرا أن هذا كله "دليل على وجود إرادة قوية لانجاز ما تم الاتفاق عليه سابقا". وفي رده على سؤال حول موقف الجزائر من المصالحة الفلسطينية, قال لعمامرة أن الجزائر "سعت دائما إلى المصالحة ومارستها" وهو -مثلما أضاف- "إنجاز كبير في السياسة التي انتهجها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة". واعتبر أن المفاوضات من أجل الحل النهائي التي قادها كاتب الدولة الأمريكي جون كيري "لم تفلح لحد الآن"، قبل أن يشير أن "في وحدة الفلسطينيين يكمن الدافع الأكيد للموقف العربي المشترك من أجل المضي قدما نحو تحقيق سلام جامع بين مختلف الأطياف السياسية على الساحة الفلسطينية".