تسعى رياضة كرة السرعة أو ما يسمى "بالسبيد بول" إلى إثبات وجودها في الساحة الرياضية الوطنية و أخذ مكانتها المناسبة مع بقية الاختصاصات الرياضية الموجودة والمعترف بها دوليا, وذلك من خلال ترسيم معالمها بإنشاء جمعية وطنية أو إتحادية تهتم بهيكلة اللعبة التي تتمتع برواجا كبيرا في ربوع العالم. وقصد نشر رياضة كرة السرعة في الجزائر تعمل بعض الاطارات الرياضية الجزائرية من تقنيين ومستشارين في بعث هذه الرياضة وتحصينها بالاطار القانوني المناسب لها من خلال تقديم طلب الحصول على الاعتماد للوزارة الوصية الكفيلة الوحيدة بتقديم رخصة تنظيم هي الرياضة في شكل إتحادية وطنية أو جمعية وطنية تهدف إلى نشر هذا الاختصاص الرياضي الذي يمارس حاليا في الجزائر لكن بشكل محتشم. وعن الهدف من إنشاء هذا الاتحاد أو الجمعية أوضح السيد محمد ياسين كافي وهو الأمين العام للكونفديرالية الدولية للكرة الحديدية والأمين العام للكونفيدرالية الإفريقية للرافا أن " رياضة كرة السرعة فضلا على أنها ممارسة في الجزائر بشكل محتشم ولها محبيها فهي غير مكلفة تماما وقابلة للانتشار بسرعة عبر القطر الوطني كما هو الحال في العديد من الدول العربية ودول العالم". و بدأ نشاط رياضة كرة السرعة "السبيد بول" (التسمية الحالية) عام 1960 عندما كانت هذه الرياضة تسمى ب"كرة الشاطئ ثم الكرة الدائرة بعد عام 1961". وكانت تمارس حينها في الهواء الطلق والحدائق وعلى الشاطئ. وبفضل تطورها وإتساع رقعة ممارستها أصبحت رياضة دولية و أخذت تسمية جديدة هي " كرة السرعة" وذلك إبتداء من سنة 1984 بعدما ارتفع عدد الاندية الممارسة لها وتعددت المنافسات التي أقيمت لها في ربوع المعمورة. وعلى الصعيد العربي يمكن القول أن المنعرج الحاسم لهذه الرياضة كان في سنة 2012 خلال إجتماع الاتحاد العربي للكرة الحديدية بالقاهرة حيث كانت رياضة كرة السرعة من النقاط المدرجة في جدول أعمال الاجتماع الذي خلص إلى ضرورة توسيع نشر هذه اللعبة في القطر العربي. وقد لقيت هذه الفكرة ترحابا من الحضور خاصة وأن رياضة كرة السرعة هي ممتعة للمشاهد وتعرف إقبالا شبانيا كبيرا في العديد من دول العالم" على حد تاكيد السيد ياسين كافي الذي اسندت له مهمة تنظيم اللعبة في الجزائر وإعطائها الطابع القانوني وهو الامر الذي يمر حتما عبر استجابة وتزكية وزارة الرياضة لهذه الفكرة و المشروع الرياضي الطموح. و تجدر الاشارة الى أنه منذ سنة 2012 شاركت بعض العناصر الجزائرية المولعة بممارسة كرة السرعة في بعض التربصات المنظمة لفائدة التحكيم والتدريب بمصر قصد الاطلاع أكثر على قوانين اللعبة والتحكم فيها. كما زار وفد من الاتحادين العربي والإفريقي لكرة السرعة الجزائر شهر فيفري خلال فعاليات الجمعية العامة الانتخابية للكونفديرالية الإفريقية للرافا. وقد تم تنظيم لقاء تحسيسي مع المستشار عمر حسين رئيس الاتحاد العري والافريقي, بحضور الكابتن علي جمعة المدير الفني للاتحادين. وأضاف السيد ياسين كافي أنه " بناء على ذلك اللقاء تم إقتراح الجزائر لاحتضان معسكر افريقي لتأهيل الاطارات الفنية والحكام من تنظيم الإتحاد الإفريقي نهاية سنة 2014. وسنعرض الامر على الجهات الوصية بالجزائر قصد الحصول على الموافقة" مضيفا " مبدئيا تلقينا ضمانات من الإتحاد العربي والإفريقي والدولي لمنح الجزائر الدعم بغية نشر اللعبة بدأ من تخصيص مناصب لها في هذه الهيئات الثلاثة وذلك طبعا بعد ان يتم انشاء هيئة وطنية معترف بها محليا تهتم بهيكلة لعبة كرة السرعة". وفي مارس المنصرم، شارك وفد جزائري (6 ذكور و6 فتيات) في دورة دولية مفتوحة في كرة السرعة بمدينة الغردقة. وتحصلت الجزائر على 3 ميداليات برونزية في الفردي و السوبر سولو و المختلط وحازت على المرتبة الثالثة للفرق من بين 22 دولة مشاركة. وتجدر الاشارة ان كرة السرعة هي رياضة من رياضات الكرة والمضرب تلعب في السولو والفردي والزوجي و سولو تتابع وحسب الفرق. ويستعمل فهيا جهاز بسيط يجعل الكرة تدور صانعة دوائر مركزها مكان التثبيت (البكرة) في محور دائري و مساحة لا يتعدى قطرها ثلاثة أمتار حيث أن الكرة تثبت في طرف خيط بلاستيكي رفيع طوله 1.5م وطرفه الآخر مثبت بحلقة تركب على بكرة بأعلى الجهاز. وتبقى مصر رائدة في نشر وترقية رياضة كرة السرعة أو "السبيد بول" بإعتبار مبتكرها هو المصري محمد لطفي الرئيس الحالي للاتحاد الدولي للعبة المنتشرة بشكل كبير على مستوى الاندية المصرية ومراكز شباب فيها. وأقيمت أول بطولة لمصر في 1985 وهو التاريخ نفسه الذي عرف ميلاد الاتحاد الدولي للعبة برئاسة المصري لطفي الذي أشرف على تنظيم أول بطولة عالم عام بعد ذلك في مصر. وتعد لعبة كرة السرعة منتشرة حاليا في أكثر من أربعين دولة في القارات الخمسة. ويقوم الاتحاد الدولي بمساعي حثيثة من أجل توسيع رقعة ممارستها ن خلال المحضرات والعروض التي يقدمها خبرائه في الخارج.