يشعر الزائر للمنشأة الغازية "تيقنتورين" (40 كلم غرب مدينة إن أميناس) بولاية إيليزي يشعر بطمأنينة تامة وراحة لا متناهية وكأن هذه المنشأة لم تتعرض قبل سنة ونصف من الآن إلى اعتداء إرهابي جبان تصدت له قوات الجيش الوطني الشعبي . ومنذ الوصول إلى الحاجز الأمني الأول والخاص بوحدات الجيش الوطني الشعبي تلمس التعزيزات الأمنية الجديدة التي اتخذتها الجهات المعنية بعد حادثة تقنتورين في 16 جانفي 2013 مما ولد عزيمة كبيرة لدى عمال هذه المنشأة الاقتصادية في مواصلة الإنتاج ورفع القدرة الإنتاجية للمجمع والذي ينتج حاليا مابين 17 إلى 18 مليون متر مكعب يوميا من الغاز الطبيعي و1.700 طن من غاز البروبان المميع و2.000 طن من الغاز المكثف حسب الشروحات المقدمة من مهندس الإنتاج السيد أولاد المختار بوبكر. تعزيزات أمنية جديدة بعد الاعتداء الإرهابي وبعد الحادثة أعدت الجهات الوصية بما فيها الجيش الوطني الشعبي ومؤسسة سوناطراك والشركات الأجنبية التي تستثمر في هذه المنشأة منظومة أمنية تتمثل في وضع حواجز رملية على مستوى الموقع وكذا مجموعة من الخنادق إضافة إلى تثبيت أبراج المراقبة وتزويدها بأجهزة متطورة فضلا عن تكثيف الدوريات لتأمين الموقع على مدار 24 ساعة وذلك بالتنسيق مع القوات الأمنية المشتركة والأمن الداخلي للشركة وفقا لما أفاد به مسؤول مصلحة الأمن الداخلي السيد شارف محمد. و في خطوة ثانية لتمكين أعوان الحراسة من الاستفادة من الخبرات الجديدة في مجال الحماية والمراقبة تم إدراج عمليات تكوينية لهته الفئة من أجل التحكم في مختلف القدرات القتالية . كما تم الاستنجاد بضباط سامون متقاعدون من الجيش الوطني الشعبي من أجل الاستفادة من كفأتهم العالية وخبرتهم الكبيرة في المجال العسكري يقول السيد شارف. و من أجل ضمان الحماية التامة للعمال تم إنجاز مطار لنقل العمال الجزائريين والأجانب كأجراء أمني لتسهيل مهمة التنقل جوا نحو مختلف الوجهات منها كحاسي مسعود وجانت وغيرها. مجهودات حثيثة لإعادة تشغيل المحطة الثالثة التي تعرضت للقصف فبعد تعرض هذه المحطة للقصف قام العمال الجزائريون وبعد أن اجتازوا الحالة النفسية التي كانوا فيها بتنظيف المواد الكيميائية التي كانت بداخلها من أجل حمايتها من التآكل ومراقبتها من ناحية الأجهزة . وتم الانتهاء من المرحلة التفتيشية في إنتظار انطلاق الأشغال بها قريبا كما ذكر طالب يعقوب رئيس مصلحة إعادة التأهيل عند سوناطراك. و يتوقع بعد إعادة تشغيل المحطة الثانية للمنشأة أن يرتفع الإنتاج إلى 23مليون متر مكعب يوميا مما يسهم بشكل كبير في تنمية الاقتصاد الوطني وتحقيق أرباح جد مرضية. كما يجرى حاليا إنجاز محطة لإعادة الضغط للغاز وذلك من أجل امتصاص الغاز من الآبار مما يؤدي إلى تحسين قدرة الإنتاج يصرح مهندس الإنتاج بمؤسسة سوناطراك السيد أولاد المختار بوبكر. و قد أثبت السواعد الجزائرية جدارتها من خلال تشغيلها للمحطة الثانية التي تعرضت بعض أجزائها للقصف الإرهابي حيث تم إعادة تشغيلها في 22 أفريل 2014 بواسطة كفاءات جزائرية محضة خاصة وأن كل العمال الأجانب التحقوا ببلدانهم الأصلية مباشرة بعد الحادثة. ارتياح الأجانب للتعزيزات الأمنية الجديدة أبدى السيد إنجورن رافس دال نائب مدير ممثل لشركة "ستات أويل" النرويجية ارتياحه للتعزيزات الأمنية التي بادرت بها الحكومة الجزائرية بعد حادثة "تيقنتورين". واوضح أن هناك عودة تدريجية للعمال الأجانب وذلك بعد وضع شروط أمنية خاصة لحمايتهم معربا عن ثقته الكبيرة في الجيش الوطني الشعبي والأمن الداخلي للمجمع وعودة كل العمال الأجانب لعملهم حيث أن هناك إجراءات مشتركة تتعلق بالأمن وذلك من أجل مواصلة الاستثمار في الجزائر. كما أثنى السيد إنجورن على مجهودات العمال الجزائريين الذين قاموا بعمل "جبار" في غياب العمال الأجانب حيث شددعلى أهمية العمل سويا لملئ الفراغ والنقائص المسجلة . وبدوره أكد رئيس الدائرة التقنية ومدير المجمع بالنيابة السيد كمال عواس أن جميع العمال يزاولون نشاطهم في ظروف عادية وذلك بعد التكفل النفسي بهم عن طريق توفير أخصائيين خلال الاعتداء إضافة إلى تكثيف النشاطات الرياضية والثقافية لما لها من أثار إيجابية في إعادة الحياة العادية للعمال. من جهة أخرى أجمع كل العمال الذين إلتقتهم "واج"داخل قاعدة الحياة بتقنتورين أنهم لايزالون يتذكرون الشهيد محمد أمين لحمر الذي دافع بكل بسالة وضحى بحياته من أجل هذه المنشأة التي تعد شريان الاقتصاد الوطني.