تشكل تظاهرة صالون الزربية الذي افتتح يوم الثلاثاء ببهو دار الثقافة "علي سوايعي" بمدينة خنشلة في طبعته الخامسة تحت شعار " من أجل المحافظة على الأصالة "فرصة لتثمين هذا التراث المادي و تبادل الخبرات بين الحرفيين والحرفيات و ذلك على مدار أسبوع. وتشارك في هذه التظاهرة التي هي عبارة عن "أبواب مفتوحة" وفود حرفية قدمت من ولايات تيارت وغرداية وبسكرة وتبسة إلى جانب الولاية المحتضنة خنشلة. وعرفت الأجنحة المخصصة لعارضي هذه الحرفة التقليدية في أول يوم من هذه التظاهرة إقبالا ملفتا للزوار للاطلاع على مختلف النماذج من الزرابي التي تشتهر بها كل منطقة من هذه الولايات بما فيها زربية بابار التي تنسب إلى بلدية بابار بولاية خنشلة. وقد أضفت الزرابي المعروضة ديكورا جميلا تداخلت فيه إبداعات الحرفيين والحرفيات الأوفياء لهذا التراث الذي لا يزال يحتفظ بمميزاته العريقة رغم استفحال الزربية العصرية. وقدمت بالمناسبة شروح حول مراحل نسج الزرابي التقليدية والأدوات التي تصنع وتحاك بها من بداية تحضير الصوف إلى المغزل والمعول (السداية) والقرداش والألوان وغيرها من الوسائل المستعملة التي زادت من إعجاب وفضول زوار هذه التظاهرة التي تنظمها الغرفة المحلية للصناعة التقليدية والحرف بالتنسيق مع عديد الجمعيات المهتمة بالتراث المادي. كما خصص معرض للنسيج الصوفي الممارس بعديد جهات الولايات على غرار فراش الدراقة و الحنبل و البخنوق و البرنوس وغيرها من الألبسة الصوفية التقليدية وتنظيم ورشة حول أهمية الدمغة وأثرها في التعريف بصناعة ونسج الزرابي وتسويقها. وسيتم بالموازاة مع هذه التظاهرة تنظيم يوم تكويني لفائدة الحرفيين والحرفيات حول كيفية المحافظة على حرفة الزرابي وطرق تسويقها و آليات الدعم المقدمة من طرف الصندوق الوطني لترقية الحرف التقليدية وكذا الراغبين في إنشاء مشاريع صغيرة وفرص التمويل التي تتيحها الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر و المرافقة التي تقوم بها غرف الصناعة التقليدية والحرف عبر الولايات لفائدة الحرفيين. وستتوج هذه التظاهرة باختيار أحسن منتوج من الزرابي و ذلك من طرف لجنة تحكيم مختصة في مجال الحرف والصناعات التقليدية حسب ما أفاد به منظمو هذا الصالون الذي يندرج ضمن فعاليات البرنامج الولائي للاحتفال بستينية ثورة أول نوفمبر 1954.