صدر يوم الأربعاء بيان مشترك عقب زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية بنين توماس بوني يايي الى الجزائر. فيما يلي النص الكامل للبيان: "بدعوة من فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية أجرى فخامة الدكتور توماس بوني يايي رئيس جمهورية بنين بزيارة دولة الى الجزائر من 2 الى 4 فبراير 2015. تجسد هذه الزيارة الاهتمام الذي يوليه رئيسا الدولتين لتعزيز أواصر الصداقة و التضامن و التعاون التي تربط بين البلدين كما أنها تؤكد ارادتهما المشتركة في اعطاء دفع جديد للعلاقات الجزائرية-البينينية. وخلال هذه الزيارة أجرى رئيسا البلدين لقاءات على انفراد و مشاورات تم توسيعها فيما بعد لتشمل وفدي البلدين. كما شكل هذا اللقاء فرصة بالنسبة للبلدين لاستعراض وضعية التعاون في العديد من المجالات و تأكيد عزمهما على تعزيزه من خلال وضع برامج تعاون تعود بالفائدة على البلدين. وقد أكد رئيسا الدولتين على التطابق التام في المواقف و التحاليل السياسية للبلدين حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك حيث جددا التزامهما المشترك في العمل من أجل تدعيم علاقات التعاون في جميع المجالات بهدف بناء شراكة تعود بالمنفعة على الطرفين. من جهة أخرى تبادل الرئيسان المعلومات المتعلقة بالاصلاحات السياسية و الاقتصادية التي باشرها البلدان كما استعرضا وضعية التعاون الثنائي من خلال بحث سبل و وسائل تعزيزه خدمة للشعبين الشقيقين. وبخصوص العلاقات الثنائية أكد رئيسا الدولتين التزامهما بالعمل على تدعيمها و تنويعها من أجل استغلال كل الطاقات و الفرص التي يزخر بها اقتصاد البلدين. في هذا الصدد قرر الرئيسان عقد اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الجزائري-البينيني خلال سنة 2015. وقد أعرب رئيس جمهورية بنين توماس بوني يايي عن شكره و امتنانه لفخامة السيد عيد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لتضامن الجزائر الفعال مع بلده لاسيما من خلال المساهمة في تكوين الاطارات البينينية. وفيما يخص القضايا الاقليمية و الدولية أبدى الرئيسان ارتياحهما لتوافق تحاليلهما السياسية و وجهات نظرهما حول مختلف المواضيع المتناولة. في هذا الشأن أكد الطرفان ارادتها في تعزيز التشاور و الحوار الثنائي على جميع المستويات لاسيما مع اقتراب الاستحقاقات الاقليمية و الدولية الهامة و كذا على مستوى المحافل. كما أكد الرئيسان مجددا تمسكهما بأهداف الاتحاد الافريقي و التزامهما بتظافر جهودهما من أجل ترقية السلم والأمن والاستقرار والتنمية بالقارة. كما اكدا دعمهما لجهود لاتحاد الافريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات و النزاعات بافريقيا. من جهة أخرى أعرب الرئيسان اللذان أبديا ارتياحهما لدور الاتحاد الافريقي في التسوية السلمية للنزاعات بالقارة عن انشغالهما لاستفحال بعض بؤر التوتر بافريقيا و التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الاقتصادية و الاجتماعية. كما أعرب رئيسا الدولتين عن ارتياحهما للتعاون الواعد الذي ما فتئ يتطور و يتعزز في المجال الأمني على مستوى المنطقة حيث أعربا في هذا الصدد عن دعمهما لمسار نواقشط الرامي الى تجسيد هندسة السلم و الأمن بمنطقة الساحل. في نفس السياق أكد القائدان أن مكافحة الارهاب و الجريمة المنظمة العابرة للأوطان يجب أن تستمر بكل حزم على مستوى كل بلد و باستغلال جميع الفرص التي يمنحها التعاون الاقليمي و الدولي في اطار استراتيجية الأممالمتحدة لمكافحة الارهاب. من جهة أخرى أشاد الرئيسان باللائحة المتعلقة بمكافحة الجماعة الارهابية بوكو حرام التي اتخذتها قمة الاتحاد الافريقي ال24 المجتمعة باديس ابابا يوم 31 يناير المنصرم لاسيما بتشكيل قوة عسكرية اقليمية افريقية و اخطار مجلس الأمن الأممي من أجل تجنيد كل المجتمع الدولي. كما ذكر الرئيسان بالقرارات السديدة التي اتخذها الاتحاد الافريقي حول منع دفع الفدية مقابل تحرير الرهائن حيث أدانا هذه الممارسة التي تساهم في تمويل الارهاب. كما أعرب الرئيسان اللذان دعيا الى دعم جهود البلدان الأعضاء في لجنة حوض بحيرة التشاد زائد بنين في مجال السلم و الأمن و تنمية المنطقة عن انشغالهما بخصوص الوضع بجمهورية افريقيا الوسطى حيث جددا ارتياحهما للجهود التي يبذلها الاتحاد الافريقي و المجتمع الدولي من أجل عودة السلم و الأمن و تحقيق المصالحة بهذا البلد. وفيما يتعلق بالوضع في مالي أعرب الرئيسان عن ارتياحهما لجهود الوساطة الدولية بقيادة الجزائر بهدف التوصل الى تسوية نهائية و دائمة للأزمة المالية في اطار احترام وحدة هذا البلد و سلامته الترابية. كما أكدا على ضرورة مرافقة المجتمع الدولي لمالي في جهودها المتمثلة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية. وبخصوص الوضع في ليبيا أعرب الرئيسان عن انشغالهما العميق للوضع السائد في هذا البلد والذي يهدد الأمة الليبية في مقوماتها اضافة الى الاستقرار والأمن بالمنطقة. كما أكدا على ضرورة احترام وقف اطلاق النار عبر كامل التراب الليبي اذ شجعا الأطراف الليبية باستثناء الجماعات الارهابية التي عرفتها الاممالمتحدة بهذه الصفة الى الدخول بنزاهة و حسن نية في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بليبيا السيد برناردينو ليون من أجل التوصل الى حل سياسي يحافظ على وحدة البلد و سلامته الترابية و استقراره و تماسك شعبه. وفيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية أكد رئيسا الدولتين دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون و مبعوثه الخاص السيد كريستوفر روس الرامية الى ايجاد حل سياسي يقبله الطرفان و يفضي إلى تقرير مصير الشعب الصحراوي طبقا للوائح مجلس الأمن و الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة. وعن الوضع بمنطقة الشرق الأوسط جدد الرئيسان دعمهما لصالح تسوية عادلة و دائمة للنزاع الاسرائيلي-الفلسطيني تكرس حق الشعب الفلسطيني في انشاء دولة مستقلة بعاصمتها القدس. كما دعا الطرفان الى اصلاح معمق لمنظومة الأممالمتحدة و جددا تمسكهما باتفاق ايزولويني من أجل مشاركة أوسع و أكثر فعالية للبلدان الافريقية في مسار اتخاذ القرار على مستوى هذه المنظمة. وقد جرت المحادثات بين الطرفين في جو ودي و أخوي طبعه التفاهم المتبادل. وقد قدم الرئيس البينيني فخامة الدكتور توماس بوني يايي بجزيل الشكر للرئيس عبد العزيز بوتفليقة للاستقبال الحار و حسن الضيافة اللذين حظي بهما و الوفد المرافق له. كما وجه له دعوة للقيام بزيارة رسمية لجمهورية بنين وقد تم قبول هذه الدعوة على أن يحدد تاريخها باتفاق مشترك عن طريق الدبلوماسية.