دعا وزير المجاهدين الطيب زيتوني يوم السبت بولاية تندوف إلى الوفاء لأمانة الشهداء و المجاهدين في المحافاظة على الذاكرة التاريخية للجزائر. و شدد الوزير لدى إشرافه على افتتاح ندوة تاريخية بالمركز الجامعي بتندوف نظمت في إطار إحياء ستينية الثورة التحريرية المجيدة بعنوان "دور المنظومة التربوية في تثمين الموروث التاريخي للثورة التحريرية" على أهمية استلهام العبر من نضالات الشهداء و المجاهدين وتسجيلها كمعالم راسخة و أمانة ووصية و ميثاق نعتمد عليه لبناء الحاضر والمستقبل . و أشار وزير المجاهدين إلى أن ما تشهده الجزائر اليوم من تطور وتقدم على جميع الأصعدة في إطار برنامج تنموي شامل لكل جهات الوطن يعد بمثابة صورة "قوية للوفاء والإخلاص للشهداء و المجاهدين و الثورة التحريرية الخالدة". و أكد السيد زيتوني أن مسيرة التنمية في الجزائر وعلى الرغم من التقلبات الإقتصادية التي يشهدها العالم اليوم ستظل مستمرة بفضل تماسك الشعب الجزائري في لحمة واحدة و بثقة وعزيمة لمواصلة مسيرة البناء و هذا من أجل الحفاظ على رسالة الأسلاف و هو"درس آخر لكل المشككين و المتربصين بالجزائر". و أوضح الوزير أن دائرته الوزارية عازمة على مواصلة الجهود لتجسيد البرنامج المسطر تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في شقه الصحي و النفسي و الإجتماعي لكل المجاهدين و ذوي الحقوق و ما تعلق أيضا بالمحافظة على الذاكرة الوطنية و حماية التراث التاريخي و الثقافي و كتابة التاريخ الوطني. و أكد السيد زيتوني من جهة أخرى بأن معركة مركالة التاريخية بتندوف التي حدثت في شهر سبتمبر 1956 تعد شاهدا على نضالات سكان المنطقة التي تجعل منها إحدى الحواضر التاريخية و قلعة للجهاد و المقاومة التي قادها خيرة أبناء المنطقة بكل عزم و إصرار ضد قوات الإستعمار الغاشم. هذا وأشرف وزير المجاهدين بالمقر الجديد لمديرية الثقافة على إمضاء إتفاقيتين محليتين ما بين مديرية المجاهدين و مديريتي التربية و التكوين و التعليم المهنيين للتنسيق و التعاون في المجال التاريخي و تبليغ الذاكرة الوطنية للأجيال حيث أكد على ضرورة استغلال كل الوسائل لتبليغ رسالة الشهداء و المجاهدين داعيا إلى ضرورة فتح متاحف المجاهدين خارج التوقيت الإداري لوضعها تحت تصرف الطلبة و الباحثين. و أعطى الوزير تعليمات للمسؤولين المحليين لتنصيب لجنة محلية تتشكل من الإطارات و الجامعيين والمجاهدين لترقية نشاط متحف المجاهدين الذي ستستفيد منه الولاية قريبا حتى يكون مركز إشعاع علمي تستفيد منه كل الشرائح و أطياف المجتمع. وبعد أن اطلع وزير القطاع على نشاط مديرية المجاهدين بولاية تندوف زار المعلم التذكاري الجديد المخلد لمعركة مركالة الواقع على بعد 90 كلم من مدينة تندوف حيث أشرف هناك على مراسم الترحم على أرواح الشهداء. واختتم وزير المجاهدين زيارته لولاية تندوف بإشرافه بمقر الولاية على حفل تكريم الفائزين في مختلف المسابقات الإبداعية والفكرية والتاريخية التي نظمت بمناسبة الذكرى الستين لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة. وشملت هذه الجوائز نحو عشرين مكرما من مؤسسات تعليمية ومراكز التكوين المهني وطلبة المركز الجامعي بتندوف.