تدرس كل من إيران والقوى العالمية الست يوم الأحد في اجتماع يعقد بلوززان (سويسرا) "تنازلات محتملة"بين الجانبين بهدف الخروج من الأزمة النووية الحالية و التوقيع على اتفاق-إطار قبل المهلة المحددة لذلك في 31 مارس الجاري. و كانت الجولة الحالية من المفاوضات قد بدأت في لوزان قبل يومين بين وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف والوفدين المرافقين لهما من الخبراء والمتخصصين. وكانت القوى العالمية الكبرى الست قد عقدت عدة مفاوضات مع إيران منذ بداية عام 2015 حيث عقد كيري وظريف عددا من جولات المفاوضات يوم السبت كما التقيا مجددا صباح يوم الأحد. وتوصلت مجموعة ال5+1 إيران في 24 نوفمبر عام 2013 إلى اتفاقية مبدئية حول برنامج إيران النووي ووضع خطة عمل جنيف المشتركة لعام 2013 التي طالبت إيران بتعليق بعض الأنشطة النووية الحساسة في مقابل تخفيف العقوبات لاستغلال الوقت في الجهود الدبلوماسية لحل القضية. ومنذ ذلك الحين لم تتمكن مجموعة 5+1 من التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل قبل موعدين حددتهما بنفسها في شهري يونيو ونوفمبر على التوالي. ووضع المفاوضون بعد ذلك يوم 31 مارس عام 2015 كمهلة جديدة للتوصل لاتفاقية إطارية سياسية و30 يونيو للاتفاق النهائي. إمكانية الوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتفاوضة تلوح في الأفق ولاحت في الأفق بوادر إمكانية التوصل إلى اتفاق حول أحد أعقد الأزمات بين الغرب وإيران في منطقة الشرق الأوسط والذي بدا جليا من خلال العديد من اللقاءات التي عقدت بين الطرفين حيث أكد في هذا الشأن الجانب الإيراني أن اللقاءات نجحت في الاتفاق على عدد كبير من نقاط التقنية الخاصة بالملف النووي-الإيراني. وفي تطور كبير في المحادثات قال عدد من المسؤولين أن طهران أبدت "استعدادا" لقبول الاحتفاظ بأقل من ستة آلاف جهاز للطرد المركزي وإرسال معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب للتخزين في روسيا. وتدرس القوى الغربية من جانبها فكرة السماح لإيران بالقيام بأنشطة محدودة وتخضع لمراقبة مشددة لها صلة بالتخصيب لأغراض طبية في منشأة تحت الأرض تسمى /فوردو/. ومن جهتها ذكرت وسائل الإعلام المحلية اليوم أن إيران والقوى الست توصلوا إلى "اتفاق مؤقت يكسر الجمود في المحادثات بشأن البرنامج النووي الإيراني". وقال محمد جواد ظريف أنه بالرغم من أنه بقيت نقاط أخرى مازالت محل خلاف وفي مقدمتها "مسألة الجدولة الزمنية لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران إضافة إلى ما يتعلق بالمطالبات الغربية بشأن المراقبة على أبحاث تطوير البرنامج النووي الإيراني وكذلك أعداد أجهزة الطرد المركزي في المفاعلات الإيرانية". وقال ظريف"يتعين على كلا الطرفين أن يظهرا مرونة في المفاوضات لقد كنا وما زلنا مستعدين للتوصل الى إتفاق جيد للجميع وننتظر أن يبدي نظراونا إستعدادهم". وفي المقابل قال مسؤولون غربيون أن إيران هي من يجب أن تسهل التوصل لتسوية بشأن النقاط العالقة المتبقية. وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية "أن العمل الجدي والمعقد مستمر ونحن نتوقع أن تتسارع الوتيرة في ظل تقييمنا لما إذا كانت فرصة التوصل إلى اتفاق ممكنة". وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي خلال مطلع الأسبوع إن الاتفاق بات "وشيكا أكثر من ذي قبل" بعدما وافقت إيران على تقليل عدد أجهزة الطرد المركزي بأكبر منشآتها النووية لتصل إلى 6 ألاف او اقل. من جهته صرح وزير خارجية ألمانيا فرانك فالترشتاينماير بأن "التوصل إلى إتفاق نهائي بشأن البرنامج النووي الإيراني يعد "إسهاما في تحقيق الهدوء بمنطقة الشرق الأوسط"مشيرا إلى أنه في هذه الأيام يبدأ "الفصل الأخير" في المفاوضات التي استمرت طويلا. غير أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس فقد أكد أن المحادثات "لم تسفر بعد عن تقدم كاف"موضحا أنها كانت "المناقشات طويلة وصعبة لقد تقدمنا إلى نقطة معينة ولكن ليس بدرجة كافية في مسائل أخرى".