دعا أطباء و مختصون في أمراض القلب والشرايين المشاركون يوم السبت بإشبيليا في المؤتمر الأوروبي الثاني حول هذه الأمراض إلى إنشاء وحدات طبية تتكفل بقصور عضلة القلب بالجزائر. وأكدت رئيسة مصلحة أمراض القلب والشرايين بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية بوهران الأستاذة ليلى حمو على أن ارتفاع عدد المصابين بقصور عضلة القلب في الوقت الراهن وعدم قدرة مصالح المؤسسات الإستشفائية على الاستجابة لكل الطلبات يستدعي التفكير في إنشاء وحدات متخصصة في هذا المجال. وحثت نفس المختصة على إنشاء وحدات تتكفل في بداية الأمر بالإستشفاء اليومي للمرضى وتطوير الإستشفاء بالمنزل نظرا لإرتفاع عدد المصابين بهذا المرض الثقيل في انتظار تجسيد إنشاء وحدات على أرض الواقع. واعتبرت مكوث المريض بالمستشفى "يكلف الدولة غاليا" نظرا لعبء المرض الذي يستدعي متابعة طبية على المدى الطويل داعية بالمناسبة السلطات العمومية إلى التفكير مستقبلا في إنشاء مركز لزرع عضلة القلب بالجزائر وتهيئة الظروف المناسبة لذلك. أما الأستاذة سالمى الحاشي مختصة في أمراض القلب والشرايين بالمؤسسة الإستشفائية حساني إسعد ببني مسوس بأعالي العاصمة فقد اعتبرت تجسيد مثل هذه الوحدات "ممكنا بالجزائر"نظرا لإمكانياتها المادية والبشرية وذلك للتخفيف من عبء قصور عضلة القلب التي تأتي في مقدمة المعاينات الطبية لدى فئة معينة". ودعت بالمناسبة إلى تعزيز التنسيق بين مختلف الاختصاصات للتكفل بهذا المرض الذي وصفته بالخطير والمتسبب الأول في الوفاة معبرة عن أسفها لقلة الهياكل الإستشفائية المتخصصة التي تتكفل بهذا الجانب. واعتبر رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية مصطفى باشا الأستاذ محمد الطيب شنتير الإصابة بقصور عضلة القلب نتيجة لبعض الأمراض غير المتنقلة المنتشرة بالجزائر التي التحقت حسبه- بركب الدول المتقدمة في هذا المجال بعد قضائها على الأمراض المتنقلة. وتوقع نفس المختص إرتفاع الإصابة بقصور عضلة القلب مستقبلا نتيجة ارتفاع داء السكري الذي ينتشر بنسبة 12 بالمائة بالمجتمع وإرتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يسجل نسبة 35 بالمائة لدى الفئة التي يتراوح عمرها 35 سنة فما فوق (حسب دراسات لوزارة الصحة) ناهيك عن عامل الشيخوخة (10 بالمائة لدى الفئة العمرية 60 سنة فما فوق) وأمراض أخرى عانى منها أصحابها لمدة طويلة. ويرى نفس المختص ان العجز المسجل في التكفل بقصور عضلة القلب لايعود إلى قلة الأدوية بل إلى تشعب الاختصاصات الطبية وإنشاء تخصص داخل التخصص نفسه مما يدفع بالأطباء إلى تطوير التكفل بالمرضى مذكرا بان مثل هذه اللقاءات العلمية تساهم في الإطلاع على التجارب الجديدة والمراحل التي قطعتها الدول المتطورة في التكفل بالأمراض المزمنة. وشدد الأستاذ شنتير على ضرورة "نجاح " المخطط الوطني القطاعي لمكافحة عوامل الخطورة (2014-2019) الذي سطرته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات في إطار الشراكة مع الإتحاد الأوروبي لوقاية الأجيال المستقبلية من الأمراض غير المتنقلة حتى "لا تبقى"مجهودات السلطات العمومية تركز على جوانب العلاج. ويذكر أن المؤتمر الأوروبي الثاني لقصور عضلة القلب الذي يدوم إلى غاية 26 مايو الجاري يشارك فيه 4500 مختص من 145 دولة حيث يستعرضون خلاله مختلف التجارب والمعارف في التكفل بهذا المرض.