أكد المتتبع للقضايا الشرق-أوسطية, ماجد نعمة, اليوم الخميس بالجزائر أن الأزمة التي اندلعت في سوريا في مارس 2011 ما هي الا "حرب مبرمجة" لعب فيها الإعلام "الدور الرئيسي", حيث تمت المراهنة على الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وشدد السيد نعمة خلال تنشيطه لمحاضرة بعنوان "سوريا: خفايا الحدث" على أن "الأزمة السورية هي عبارة عن حرب مبرمجة, خسر فيها الغرب ودول الخليج العربي رهانهم حول سقوط النظام (السوري)". وأشار السيد نعمة - مدير مجلة أفريك أزي (إفريقيا-آسيا) - إلى الدور الذي الذي لعبه الإعلام في الأزمة السورية, مؤكدا أن "حربا إعلامية خارجية" تم شنها ضد هذه الدولة التي تواجه "حملة تضليلية". وفي هذا الصدد, قال نفس الملاحظ أن بعض وسائل الإعلام نقلت في بداية الأزمة "رواية ثورة ديمقراطية تحولت إلى أزمة", معتبرا أن "حرب المعلومات هذه خسرت من طرف النظام السوري لصالح قنوات (اعلامية) لا تحترم أية قاعدة أخلاقية". وحسب السيد نعمة, فإن "تدخل الإعلام هو انعكاس لرهانات الأزمة التي تتمحور أساسا حول عدة نقاط منها بناء الشرق الأوسط الكبير - تطبيقا للمخطط الأمريكي - عبر تحطيم التحالف بين إيرانوسوريا لزعزعة إيران وعزل حزب الله اللبناني قصد فتح الطريق لإبرام اتفاق سلام بين دمشق وإسرائيل". واستطرد الخبير الدولي قائلا أنه ب"الرغم من المحاولات الداخلية والخارجية الرامية إلى الإطاحة بالنظام السوري إلا أن هذا الأخير بقي واقفا بفضل صلابة الجبهة الداخلية والمؤسسات السورية وكذا الجيش". وفند المحاضر فكرة وجود "المعارضة المعتدلة" التي تدافع عنها الدول الغربية, مؤكدا أن"الجماعات المتمردة الرئيسية الموجودة حاليا تتمثل في التنظيم المسمى "الدولة الإسلامية (داعش)" وجبهة النصرة التابع لتنظيم "القاعدة" وجماعات أخرى كالجيش السوري الحر وأتباعه". وفي هذا الصدد أكد الإعلامي أن "حل الأزمة السورية التي راح ضحيتها أكثر من 200 ألف قتيل و تشببت في تهجير ملايين اللاجئين لا يمكن أن يكون عسكريا". وعلى حد تعبيره, فلابد من إرساء "مصالحة وطنية في سوريا وعقد إجتماعي جديد لإنهاء الأزمة". و بنى السيد نعمة طرحه على كون أن "النظام السوري قد تغير" بعد أن تفطن لضرورة إحدات تغييرات وإصلاحات في البلاد. وفي رد على سؤال حول الاتفاق النووي الموقع مؤخرا بين إيران والقوى العالمية العظمى الستة, يرى السيد نعمة أن هذا الاتفاق يمثل "تطورا هاما جدا للمنطقة خاصة في مكافحة تنظيم (داعش) وجبهة النصرة الإرهابيين". وبخصوص الموقف الجزائري من الأزمة السورية, أكد أن "الجزائر التي تشكل عمادا للمقاومة ضد زعزعة المنطقة" قد "تبنت موقفا مطابقا للقانون الدولي" من خلال دفاعها على مبدأ عدم التدخل واحترام حقوق الإنسان. وللإشارة فإن المحاضرة التي نشطها السيد ماجد نعمة تندرج ضمن سلسلة اللقاءات "قواسم دولية" التي ينظمها المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة.