جدد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي يوم الإثنين بالجلفة عزم الحكومة على النهوض بالقطاع الفلاحي بمختلف مكوناته. وأكد الوزير في لقاء جهوي موسع مع موالي المناطق السهبية وشبه السهبية حضروا من 23 ولاية على الأهمية التي تكتسيها شعبة تربية المواشي في الاقتصاد الوطني لاسيما وكونها توجد في مناطق شاسعة من البلاد. وأعتبر السيد فروخي لقائه مع الموالين الذين أعتبرهم "قوة لدعم الإقتصاد الوطني" فرصة للوقوف على الانشغالات المطروحة وإبراز ما هو محصل عليه من إيجابيات مؤكدا في هذا الجانب على السياسة الفلاحية التي أنتهجها رئيس الجمهورية منذ سنة 2000 والتي كان لها "وقع في التنمية في هذا القطاع الهام لاينكره أحد". وناقش الوزير مع الموالين كيفية تفعيل المنشآت التي أنجزت كالسدود ونقاط المياه و العودة كذلك لمختلف أصناف الماشية من أجل منتوج معروف وذي جودة. و ارتكزت مداخلات الموالين على مسألة توزيع الأعلاف بشكل يكفي الاحتياجات وكذا الدعوة إلى توسيع المراعي والحفاظ عليها من الاستثمار الذي قد يضيق مساحاتها اضافة الى تنظيم المهنة ومرافقة الدولة بشكل يضمن استمرارية هذا المورد الهام للتنمية وكذا محاربة البناءات الفوضوية داخل فضاءات المراعي. واعتبر الوزير هذا القاء الجهوي فرصة للم الشمل وللتفاهم على طريقة عمل تتجاوب وطريقة عمل الحكومة وتحيين مختلف المشاكل لحلها مع بعض في الميدان لتنمية هذا القطاع ولعصرنة شعبة المواشي واللحوم الحمراء. وقد قام الوزير خلال زيارته الميدانية لولاية الجلفة التي باشرها في وقت متأخر من مساء أمس الأحد بالوقوف بمركب المذبح الجهوي لحاسي بحبح ( 50 كيلومتر شمال الولاية) حيث عاين مختلف خطوط الإنتاج للمركب الذي تقدر طاقته بذبح 2000 رأس من الأغنام و80 رأسا من الأبقار بمعدل يومي. وأكد الوزير بأن هذا "الاستثمار الهام هو بداية قوية لعصرنة شعبة اللحوم الحمراء ببلادنا ويراد منه أن يلعب دورا كبيرا في تطوير هذه الشعبة في منطقة السهوب". كما يراد من هذا المركب-كما أضاف- "أن يساهم في إدماج الإنتاج الفلاحي والإنتاج الموجه للمستهلك وذلك بنوعية وفي ظروف صحية إلى جانب ذلك من شأنه أن يسمح للموالين بالمشاركة وتسويق منتوجهم ومن ثمة تمويل السوق الوطنية". وأكد السيد فروخي بأن مركب حاسي بحبح (الذي هو من بين ثلاث مركبات على المستوى الوطني الى جانب مذبحي عين مليلة وبوقطب بولاية البيض) تعول عليه الدولة لتمويل السوق بمنتوج وطني يشتمل أيضا على اللحوم المجمدة و في الغد وبشراكة مع من يمتلك مهنية في هذا المجال يمكن تغطية السوق المحلي و لما لا فتح أسواق في الخارج. كما قام الوزير في اليوم الأول من زيارته للولاية بالوقوف بمنطقة سرسو الفلاحية الكائنة ببلدية بنهار (130 كيلومتر شمال الولاية) على وحدة للصناعات التحويلية مختصة في إنتاج البرقوق المجفف وهو استثمار تابع للخواص يساهم في مد إحتياجات السوق الوطنية من هذه المادة الغذائية بنسبة 40 بالمئة. ولدى معاينة السيد فروخي لسير هذه الوحدة التي تم عصرنتها مؤخرا بأحدث التكنولوجيات أكد المستثمر صاحب الوحدة بأن الرهان المعول عليه آفاق 4 إلى 5 سنوات هو تغطية احتياجات السوق الوطنية من مادة البرقوق المجفف بنسبة 100 بالمائة. وبمستثمرة فلاحية تمتد على مساحة 60 هكتارا اطلع الوزير على استثمار نموذجي في غراسة أشجار اللوز وهو النوع الذي لاقى مناخا ملائما وبدأ في الإنتاج في الثلاث سنوات الأولى مما يترجم نجاح هذه الغراسة التي دعا الوزير إلى توسيعها وضرورة نقل هذه التجارب إلى مناطق أخرى من الوطن. لا بد من استغلال العقار الفلاحي بصفة كاملة ومكثفة و أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي يوم الاثنين الجلفة على ضرورة استغلال العقار الفلاحي بصفة كاملة ومكثفة بغرض إعطاء دفع جديد للقطاع. وأضاف الوزير على هامش لقاء تشاوري مع المستثمرين والفلاحين بمنطقة السهوب بان الدولة "تريد أن يكون للمستثمرين عقود ويستغلوا العقار الذي بين أيديهم سواء كان بحق الشفعة أو بحق الامتياز أو المحيطات الفلاحية المهم أن العقار يجب أن يستغل كله بصفة كاملة ومكثفة". وأكد الوزير في هذا الصدد بأنه "لا يجب البقاء في البيروقراطية وعلينا السير في الطريق المفتوح فهناك قوانين يجب تفعيلها على غرار قانون التوجيه الفلاحي قانون الامتياز والقوانين الخاصة بالمحافظة على السهوب" داعيا الفلاحين إلى بدل جهود اكبر لمضاعفة الإنتاج وضمان جودته. وقد قام الوزير في زيارته بعقد لقاء مغلق مع إطارات قطاع الفلاحة ومختلف الهيئات التابعة لدائرته الوزارية وذلك بمقر المحافظة السامية لتطوير السهوب. كما قام بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز منشآت تخزين الحبوب بدائرة حاسي بحبح بطاقة تخزين مقدرة ب20 ألف طن . وقام السيد سيد أحمد فروخي كذالك بزيارة مشروع إعادة الاعتبار للسد الأخضر أين استمع لشروحات وافية حول المشروع الذي تنجز دراسته من طرف مكتب الدراسات الوطني للتنمية الريفية " بنيدر" كما قام في الأخير بزيارة مستثمرة فلاحية ببلدية "دلدول" ( 70 كيلومتر جنوب الولاية ).