تكون ولاية الجلفةوالجزائر ككل يوم الخميس برحيل المجاهد والشاعر الفذ يحي بختي عن عمر يناهز85 عاما قد فقدت رمزا وأحد أركان وفطاحلة الشعر الشعبي ونبراسا في الساحة الثقافية الوطنية. وحسب سيرة المجاهد والشاعر يحي بختي المدونة في كتاب " المسيرة " الذي هو عبارة عن ديوان للشعر من منشورات وزارة الثقافة هو من مواليد 1931 ببلدية سيدي بايزيد (الواقعة شرق ولاية الجلفة) وهو من أسرة عريقة معروفة بتمسكها الشديد بالدين الحنيف والقرآن الكريم. وبضواحي حد الصحاري أين ترعرع تعلم وحفظ القرآن الكريم على يد شيوخ من بني عشيرته وتلقى تكوينا مهنيا بالعفرون (البليدة) وقام في ريعان شبابه ببناء أقسام دراسية بحد الصحاري. وقد تجسد تحديه للاستعمار بمجرد سماعه لصدى الثورة التحريرية المجيدة في المنطقة فكان من أوائل الموقعين على وثيقة خالدة وهي الحرية ليعمل تحت قيادة الشهيد الرمز زيان عاشور و كذا الشهيد عمر إدريس وحسن عبد الباقي وأخرين. كما كلف يحي بختي بمسؤولية الإتصال بين الولايتين التاريخيتين السادسة والخامسة. وبعد إنبلاج فجر الحرية والإستقلال تواصلت مسيرة الرجل بمسؤوليات عدة أهمها منتخب لثلاث فترات متتالية بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية حد الصحاري ومسؤول حزب جبهة التحرير الوطني بدائرة عين وسارة. ولأسباب قاهرة قدم إستقالته وهاجر إلى فرنسا سنة 1971 وهناك قال قصيدته الشهيرة والموسومة ب "الإلياذة الشعبية للشاعر يحي". وقد دخل الشعر قلب الفقيد وهو لم يتجاوز 17 ربيعا حيث تؤنسه الكلمات وما يجعل للرجل من مكانة عالية هو "أن من يجهل التاريخ الثوري للمنطقة فعليه بتصفح قصائد الشاعر الثورية" حيث برع في أغلب الأغراض الشعرية المعروفة وحمل تسمية شاعر "أولاد نايل" على ما حملته مسيرته من مواصفات "الفحل" في أغلب المناسبات الوطنية والمهرجان الثقافية. فقد كان مفخرة للمنطقة وللجزائر ككل. وحسب العارفين بالميدان الثقافي فإن شعر الرجل يتميز بالحكمة والموضوعية وروح النضال والوقوف عند الأطلال وتقديم شواهد حية وما زادها جمالا طريقة أدائه للقصائد. وقد شارك الشاعر والمجاهد في عديد المهرجانات الوطنية وكرم في أكثر من مناسبة منها المهرجان الوطني الأول للفنون الشعبية سنة 1969 ببن عكنون بالجزائر العاصمة ونال الجائزة الشرفية في الشعر الملحون في المهرجان الوطني الثاني للفنون الشعبية شهر يوليو 1982 على مستوى الجزائر العاصمة. ونال شهادة تقديرعن مشاركته بمهرجان مصطفى بن براهم للتراث الشعبي شهر مارس 1988 كما نال عديد الشهادات التقدير والشرف محليا وجهويا وكذا على المستوى الوطني في السنوات الأخيرة. وقد وري الفقيد الثرى بعد ظهر اليوم الخميس بمقبرة بلدية سيدي بايزيد (70 كيلومتر شرق الولاية) بحضور السلطات المحلية للولاية وجمع من أقاربه ومن أصدقائه ومن يعرفه في ميدان الثقافة والأدب.