حذرت منظمة "عدالة" البريطانية من "تصعيد القمع" الذي تمارسه سلطات الاحتلال المغربية ضد المتظاهرين الصحراويين بالعديد من المدن الصحراوية المحتلة، منددة ب"الانتهاكات الخطيرة" لحقوق الإنسان في تلك المناطق. وأكدت المنظمة البريطانية في تقرير لها صدر أمس الثلاثاء "أن سلطات الاحتلال المغربية تدخلت بقوة ضد مجموعة من الاحتجاجات السلمية في مختلف المدن الصحراوية بعد مرور 26 يوما من العام 2016 "، منها المظاهرات والاحتجاجات التي نظمها البطالون الصحراويون المطالبون بأبسط حق إنساني. ويوثق التقرير "حالات اعتقال وتعذيب وترهيب ارتكبتها مختلف أجهزة الأمن المغربية في حق مواطنين ونشطاء وصحفيين صحراويين"، مؤكدا أن "النظام المغربي يفرض الصمت على الصحراويين المدافعين عن حقوق الإنسان المطالبين بتقرير المصير والاستقلال". واستشهدت منظمة "عدالة" البريطانية، غير الحكومية، بحالة البطالين الصحراويين لذين يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام في مدينة العيون المحتلة، مشيرة إلى أن "النظام المغربي إختار سياسة التجاهل والتلاعب بمصير هؤلاء". و تشن السلطات المغربية حملة شرسة تستهدف من خلالها الصحراويين العزل في كل ربوع الأراضي الصحراوية المحتلة سواء منهم الموجودين في السجون او المستشفيات أو حتى المطالبين بأبسط الحقوق الإنسانية حسبما أكدته مصادر حقوقية. وتعرض عدد من البطالين الصحراويين الى اعتداءات جسدية و لفظية بعد تدخل عنيف من طرف قوات الاحتلال المغربية لتفريق وقفة احتجاجية سلمية نظمت يوم 23 يناير الجاري بحسب ما أفاد به بيان صادر عن تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان "كوديسا". ولا يزال الوضع الصحي للبطالين الصحراويين المضربين عن الطعام يزداد خطورة بعد تواصل سقوط ضحايا من المضربين مغمى عليهم في اليوم ال15 من "معركة الأمعاء الفارغة" التي يخوضونها، في حين تواصل سيارات الإسعاف نقلهم إلى المستشفي. واحتجاجا على هذا التدخل العنيف و على تجاهل مطالبهم المشروعة، أعلن البطالون الصحراويون المضربون عن الطعام منذ 12 يناير الجاري بمقر جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بمدينة العيون المحتلة، امتناعهم عن تناول الماء والسكر ابتداء من مساء يوم الأحد. وحمل المضربون، في بيان لهم، سلطات الإحتلال المغربية "كامل المسؤولية" عن تدهور أوضاعهم الصحية بعد حرمانهم من حقوقهم في الشغل والحياة الكريمة "من خلال فرض حصار أمني خانق" عليهم مما حال دون استفادتهم من حق الزيارات العائلية والتواصل مع الصحافة والمنظمات الحقوقية والإنسانية. وحذر البيان من أن الأوضاع الصحية للمضربين عن الطعام تهدد بحصول "كارثة إنسانية" أمام رفض السلطات المغربية إيفاد لجنة طبية للسهر على أوضاعهم الصحية بدل الإجراءات الأمنية التعسفية الهادفة إلى إجبارهم على التخلي عن إضرابهم المشروع. وناشد البطالون الصحراويون المضربون عن الطعام، المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية والنقابات الوطنية والهيئات السياسية الديمقراطية، للتدخل العاجل من أجل إنقاذ أرواحهم أمام التجاهل غير البريء الذي تبديه السلطات المغربية. وتعد منظمة "عدالة" البريطانية غير الحكومية فرعا للجنة الحقوقيين الدولية تأسست سنة 1957، وهي منظمة دولية لحقوق الإنسان والإصلاح القانوني تتكون من محامين مكرسين لحماية حقوق الإنسان قانونيا في جميع أنحاء العالم.