توالت النداءات الدولية في المدة الأخيرة محذرة من تمادي أجهزة الأمن المغربية في فرض ''الموت البطيء'' على السكان الصحراويين في ظل سياسة إغلاق محكمة انتهجتها السلطات المغربية لإسكات صوت الرفض الصحراوي لكل سياسة ضم قسرية لأرضهم بدعوى مغربيتها. ورغم سيل الانتقادات والاستنكار الدولي الذي ما انفكت المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية تدق ناقوس خطره إلا أن نداءاتها بقيت مجرد صرخات في واد بعد أن صمت القوى الكبرى والهيئات الدولية آذانها عن سماع أصوات الاستغاثة من عمق الأرض الصحراوية وكان ذلك بمثابة ضوء أخضر للمغرب للتمادي في انتهاكاته. وهو الواقع المأساوي الذي دفع أمس بتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المعروف اختصارا باسم ''كوديسا'' إلى تنبيه المجتمع الدولي لحثه على القيام ب''تدخل عاجل'' لإنقاذ حياة المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام بسجن سالا المغربي منذ 18 مارس الماضي مما انعكس بشكل خطير على أوضاعهم الصحية. واتهم تجمع ''كوديسا'' السلطات العقابية المغربية في السجن المذكور بعدم الاكتراث لحالة هؤلاء الحقوقيين الذين يعانون من ''انعدام رهيب'' للرعاية الصحية والوقاية الطبية وقد شارفوا على الهلاك. وطالب تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان المجموعة الدولية الإسراع بتنظيم ''محاكمة عادلة'' للمضربين عن الطعام والعمل الفوري على إطلاق سراحهم ''دون قيد أو شرط'' رفقة كافة المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في السجون المغربية. كما طالب المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية ''بالضغط'' على المملكة المغربية إلى غاية إذعانها لمطالب المعتقلين المشروعة محملا إياها المسؤولية الكاملة في تعريض حياة هؤلاء للموت نتيجة إهمال أوضاعهم الصحية. للإشارة يقبع بسجون سلطات الاحتلال المغربية أكثر من 50 معتقلا سياسيا صحراويا دخل 38 منهم في إضراب مفتوح عن الطعام فيما تعرف حالتهم الصحية تدهور اكبيرا في ظل التجاهل التام لسلطات الاحتلال المغربي لمطالبهم المشروعة. وكشفت اللجنة الوطنية الصحراوية المكلفة بمتابعة أوضاع المعتقلين السياسيين الصحراويين المضربين عن الطعام أن وضعية هؤلاء الحقوقيين تنذر ب''كارثة إنسانية'' بعد أن دخل إضرابهم يومه الأربعين. واستنكرت اللجنة في بيانها تجاهل السلطات المغربية لمطالب المضربين المشروعة ووضعيتهم الصحية الحرجة كونهم لازالوا يلازمون الفراش جراء الإضراب والأمراض. كما يعاني سجناء الرأي الصحراويين بمعتقل ''بولمهارز'' بمدينة مراكش من ''تدهور خطير'' في الوقت الذي تمتنع فيه إدارة السجن عن إسعافهم ومعالجتهم. وتضامنا مع زملائه دخل المعتقل السياسي الصحراوي يحي محمد الحافظ إعزي في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة بالسجن المحلي بآيت ملول. ويقبع الحافظ اعزي في السجن بعد أن أصدرت في حقه محكمة مغربية حكما صوريا ب15 سنة سجنا نافذا بسبب مواقفه السياسية المؤيدة لقضية الصحراء الغربية ودفاعه عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ورفضه لكل فكرة لضم الصحراء الغربية إلى المغرب.