يواصل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني جهوده لأحداث توافق على تشكيلة حكومة وحدة وطنية ليبية وأمامه لغاية الأحد من أجل إخراجها إلى النور وسط ترقب ليبي ودولي وآمال في تمكنها من انتشال ليبيا من الإرهاب و اللاأمن. فقد وافق مجلس النواب الليبي في جلسته أمس الثلاثاء، على طلب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بإعطائه مهلة إلى الأحد المقبل، من أجل تقديم تشكيل حكومة الوفاق الوطني المكونة من 12 وزيرا. وقال رئيس لجنة الإعلام بالبرلمان الليبي، جلال الشويهدي، أن أعضاء مجلس النواب وافقوا أمس على تمديد المهلة للمجلس الرئاسي من أجل تقديم أعضاء حكومته للموافقة عليها من قبل مجلس النواب إلى الأحد المقبل بأغلبية 50 صوتا مقابل 29 عضوا. وكان من المنتظر أن يتم تشكيل الحكومة في العاشر من يناير الجاري، وذلك بعد تسلم المجلس لخطاب البرلمان برفض التشكيلة الأولى المكونة من 32 وزيرا، في 31 يناير الماضي. وتعلق آمال كبيرة على الحكومة الليبية القادمة في مجابهة التحديات الأمنية والاقتصادية التي تولدت بعد سنوات من الاقتتال والتدمير. مشكلة تنظيم "داعش" الإرهابي لازالت تأرق كاهل الليبيين وتثير مخاوف أمنية لدى دول الجوار والمجموعة الدولية وعلى رأسها الأممالمتحدة التي طالبت بالتوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد في أقرب وقت ممكن لإعادة سلطة الدولة في ليبيا. وحذر المبعوث الأممي لدى ليبيا، مارتن كوبلر، من سعى تنظيم "داعش" لتوسيع نطاق نفوذه والسيطرة على المزيد من الأراضي في ليبيا بشكل يومي وقال أن هناك خطرا من تمدد التنظيم إلى عمق أفريقيا والالتحام مع جماعة "بوكو حرام" الإرهابية في نيجيرياوالنيجر وتشاد. وقال المسؤول الاممي أن "الانقسام يخلق فراغا سياسيا وفراغا عسكريا. فالتنظيم الارهابي داعش ينتشر كل يوم إلى الشرق وإلى الغرب وإلى الجنوب من سرت"، مضيفا أن "ما يثير القلق على نحو خاص هو توسيع مناطق النفوذ إلى الجنوب. إذا ذهبوا لأبعد من هذا يمكن أن يتحدوا مع منظمات إرهابية في النيجر وتشاد وبوكو حرام (في نيجيريا) وغيرها". تدخل عسكري غير مستبعد في ليبيا في ضوء انتشار التنظيم الإرهابي في ليبيا والذي استحوذ بشكل شبه كامل على عدد من المناطق الهامة من بينها مدينة سرت الإستراتيجية تواصل العديد من الدول في التخطيط والتهيئة لتدخل عسكري في هذا البلد وخصوصا فرنسا وإيطاليا اللتين تتخوفان من اقتراب خطر التنظيم إلى حدودهما المتوسطية في حال استمرار توسعه في الأراضي الليبية. وقد أعلن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس أن الدول التي يستهدفها "داعش" ربما تضطر قريبا للإسراع بسحق التنظيم في ليبيا مضيفا أنه "كلما طال غياب حكومة وحدة وطنية أصبح أسهل لتنظيم داعش الترسخ في ليبيا". وأكد فالس لإذاعة "أوروبا 1 بقوله: "نحن نعيش مع التهديد الإرهابي، ولدينا عدو مشترك هو داعش ينبغي أن نهزمه وندمره في العراق وسوريا وليبيا"، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي بكامله جاهز لأي احتمال عسكري وفي أي توقيت. وفي السياق ذاته كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية في تقرير لها، عن استعدادات بريطانية للتدخل العسكري في ليبيا، لمواجهة زيادة خطر التنظيم. الولاياتالمتحدة أعلنت على لسان كاتبها للدولة جون كيري أن لديها حاليا "أجندة هامة" فيما يخص ليبيا دون اعطاء تفاصيل أكثر ودعت بالمقابل إلى التسريع بتشكيل حكومة توافق. وشكل الوضع بليبيا محور محادثات أجراها جون كيري أمس مع نظيره المصري سامح شكري تمت خلالها المطالبة بتشكيل حكومة توافق ليبية في أقرب وقت.