بعث رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة يوم الأربعاء برقية تعزية إلى نظيره المصري, عبد الفتاح السيسي, إثر وفاة الكاتب والإعلامي, محمد حسنين هيكل, أكد فيها أنه برحيل الفقيد تكون مصر و الأمة العربية فقدتا "قامة إعلامية باسقة". وجاء في برقية التعزية : "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل, الكاتب والإعلامي المصري والعربي الكبير إلى جوار ربه. فإثر هذا الرزء الفادح, لا يسعني, إلا أن أسلم بقضاء الله وقدره وأتقدم إلى فخامتكم, ومن خلالكم إلى كافة أعضاء أسرة الفقيد الكرام وإلى الشعب المصري الشقيق, باسم الجزائر شعبا وحكومة وأصالة عن نفسي, بأصدق التعازي وأخلص مشاعر التعاطف, داعيا الله العلي القدير أن يشمل المغفور له بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته". و أكد الرئيس بوتفليقة: "إنه من نافلة القول أن مصر والأمة العربية فقدتا في المغفور له قامة إعلامية باسقة وواحدا من أكبر رجالات الفكر والإعلام نذر حياته لخدمة وطنه والأمة العربية بفكره وقلمه, مستشرفا المستقبل بنظرة متبصرة ثاقبة. ولا ريب أن رحيله خسارة لكل الأمة العربية لما قدمه في الدفاع عن قضاياها العادلة حيث كان ذلكم الحكيم الحصيف والشاهد الأمين على عصره, والعقل المفكر المتبصر الذي استشرف الأحداث والمتغيرات بتحليل دقيق واستنتاجات صائبة, والكاتب الخصب المعطاء الذي خلف من المؤلفات ما تزدهي به المكتبات العربية والعالمية وتستنير به الأجيال". و تابع قائلا:" وإذ استحضر خصاله الحميدة, وأخلاقه النبيلة وحنكته السياسية, أقول جازما إن المرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل كان له باع في المنافحة عن القضايا العادلة في العالم. ولذا سنحتفظ في ذاكرتنا لفقيد مصر والعرب بمكانة خاصة تقديرا وعرفانا لمساره الحافل بالعطاء في خدمة الفكر السياسي والإعلام في الوطن العربي". "والجزائر --يقول رئيس الدولة--إذ تعزي في هذا الرجل العظيم, رفيق درب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, تستذكر نصرته المشرفة للقضايا العادلة في إفريقيا والعالم, ومساندته المطلقة ومنافحته المريرة عن الثورة الجزائرية المجيدة, وعن حقوق شعب المليون والنصف مليون شهيد". و إستطرد رئيس الجمهورية:"وإنني إذ أحيي روح هذا الطود الشامخ معزيا أسرته الكريمة وأهله الكرام, ومن خلالهم أرض الكنانة التي أنجبت, عبر التاريخ, وما زالت تنجب العظماء ما جعل منها قلب الأمة العربية النابض, أعزي نفسي وأهل الفكر والإعلام في الوطن العربي في فقده راجيا المولى, عز وجل, أن يكرم وفادته إلى جواره في عليين, ويمهر روحه الطاهرة برضوانه ويغمر أفئدة أسرته الكريمة ومحبيه الأفاضل, في مصر وفي سائر وطننا العربي والعالم, بالصبر والسلوان, ولا أملك أمام هذا الرزء الفادح إلا أن أوكد لكم صادق عزائي وخالص تعاطفي داعيا الله أن يعوضنا عن فقيدنا الراحل خير العوض". و ختم الرئيس بوتفليقة برقيته مستشهدا بالأية الكريمة "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هو المهتدون".