أعربت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" عن قلقها من تأثير الوضع الإنساني المتدهور في اليمن على الأطفال اللذين "يتعرضون لإنتهاكات جسيمة" و "يدفعون الثمن الأكبر في هذا النزاع". وذكرت اليونيسف، في تقرير أصدرته اليوم الثلاثاء تحت عنوان "أطفال على حافة الهاوية"، وقوع أكثر من ألف و560 حالة من الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في اليمن، حيث أسفر النزاع عن مقتل ما يزيد على 900 طفل وإصابة ما لا يقل عن ألف و300 آخرين خلال العام الماضي، أي ما يعادل مقتل أو إصابة ستة أطفال يوميا. وتعتبر هذه الأرقام أعلى بحوالي سبعة أضعاف مقارنة مع الحالات التي وثقت خلال عام 2014، وهي لا تشمل سوى الحالات التي استطاعت اليونيسف التحقق منها، حسب التقرير. من جانبه قال ممثل اليونيسف في اليمن، جوليان هارنيس، إن "الأطفال يدفعون الثمن الأكبر في نزاع ليس لهم يد فيه أصلا، فيقتلون ويصابون، والناجون منهم يعيشون عرضة لخطر فقدان حياتهم، ولا يوجد مكان آمن للأطفال في كل أنحاء اليمن، حتى اللعب أو النوم بات أمرا محفوفا بالمخاطر". ويضيف ممثل اليونيسف في اليمن "نحن بحاجة إلى الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية والاستمرار في إنقاذ الأرواح وأحلام الأطفال بأن يكبروا ويحصلوا على التعليم(...) إنه سباق مع الزمن". ويوضح التقرير أن الدمار دفع اليمن - وهي أفقر دولة في المنطقة وإحدى أفقر البلدان في العالم - إلى الهاوية خلال العام الماضي، فهناك الآن ما يقرب من 10 ملايين طفل (أي 80% من أطفال البلاد) بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، كما يواجه أكثر من مليوني طفل خطر الإصابة بأمراض الإسهال و320 ألف طفل عرضة لخطر سوء التغذية الحاد. وتشير تقديرات اليونيسف إلى أن "قرابة 10 آلاف طفل دون سن الخامسة ربما لقوا حتفهم العام الماضي بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها بالإضافة إلى ما يقرب من 40 ألف طفل يموتون سنويا في اليمن قبل بلوغهم سن الخامسة. وتابع التقرير إن اليونيسف تمكنت مع مجموعة من الشركاء من توفير برامج التغذية والمياه النظيفة واللقاحات لملايين الأطفال والنساء المتضررين من العنف. وجددت منظمة الأممالمتحدة للطفولة مناشدتها جميع أطراف النزاع بوضع حد للقتال في اليمن، والتوصل إلى تسوية سياسية، مطالبة كافة الأطراف بالالتزام بقوانين الحرب والتوقف فورا عن مهاجمة المدنيين والبنية التحتية المدنية بما فيها المدارس ومرافق الصحة والمياه. وناشدت الأطراف بوضع حد لتجنيد واستخدام الأطفال في القتال والعمل فورا على إطلاق سراح جميع الأطفال الذين جندوا سواء بهدف المشاركة في أدوار قتالية أو غير قتالية. كما حثت المنظمة كافة الأطراف على توفير الإمكانيات الكاملة وغير المشروطة لإيصال المساعدات الإنسانية للأطفال أينما كانوا في أنحاء البلاد بما في ذلك المناطق التي عزلها النزاع، وقالت "تحتاج اليونيسف وشركاؤها تأمين التمويل المطلوب بشكل عاجل، حيث إنها تلقت حتى الآن 18 بالمئة فقط من نداء الاستجابة لعام 2016 البالغ قيمته 180 مليون دولار".