أبرز رئيس الجمهورية, عبد العزيز بوتفليقة, يوم السبت "الأهمية القصوى" التي توليها الجزائر للتربية والتعليم والبحث العلمي. و في رسالة له بمناسبة إحياء يوم العلم المصادف ل16 أفريل قرأها وزير الثقافة عزالدين ميهوبي, قال رئيس الجمهورية أن الجزائر أولت "أهمية قصوى" للتربية والتعليم والبحث العلمي, مستدلا ببعض الأرقام التي تعكس هذه الجهود وتترجم مساعي السلطات العمومية لرفع التحدي من أجل ضمان التربية السليمة القويمة للناشئة الجزائرية. في هذا الإطار, اشار رئيس الجمهورية أن "نسبة تمدرس البالغين 6 سنوات من الأطفال في الجزائر بلغت 5ر98 %, وبلغ معدل التمدرس في التعليم الإبتدائي 9ر97%, وتجاوز مجموع التلاميذ المتمدرسين 8 ملايين ونصف مليون تلميذ, وهو يفوق خمس (1/5) ساكنة الجزائر دون احتساب طلبة الجامعات ومعاهد التعليم العالي". و شدد الرئيس بوتفليقة على أنه "لا ينبغي أبدا أن تنسينا هذه الخطوات العملاقة التي قطعتها منظوماتنا التربوية وجوب مواصلة تحسينها ببذل المزيد من الجهود للإرتقاء بمستوى آداء المدرسين الذين هم الركيزة الأساس في كل عمل تربوي, مع توفير إمكانيات ولوج عالم تكنولوجيات الإعلام والإتصال بقدر أوفى وأنجع في التعليم والتكوين و التسيير". و أوضح ان "المدرسة هي التي تخلق في الإنسان روح التحدي بحيث لا يسلم نفسه لإغراءات الكسل والخمول والتواكل, كما أنها تنمي فيه القيم الروحية والوطنية والإنسانية بعيدا عن الغرور والتطرف والتعصب, فيصبح مواطنا سويا صالحا ونافعا لنفسه ولغيره". و أكد أنه "يتعين على القائمين بالمدرسة, والقيمين عليها, أن يدركوا الدور الهام الذي يقع على عاتقهم في تكوين البنية الصلبة للمواطن الصالح حسا ومعنى, وفي توفير الأمن العلمي والثقافي لمجتمعنا".في سياق متصل, أبرز رئيس الدولة أهمية الحرص على تكوين قاعدة علمية "قادرة على إبداع طرق لصوغ مستقبل يحقق ما نطمح إليه من تنمية ورقي وإزدهار", مؤكدا أنه على الجامعات الجزائرية "أن تضطلع بهذه المهمة, وأن تسعى لكي توفر للبلاد نخبة متميزة من العلماء والباحثين في شتى حقول المعرفة والإختصاص لا تكون قادرة على مسايرة عصرها فحسب, بل وعلى المشاركة في إنجازاته, وتكون, في الوقت نفسه, واعية للمصالح العليا لوطنها ومشاركة حقا في حل المشاكل المطروحة بإلحاح على الشعب". و تابع موضحا أنه "لا يعني ذلك أن على الجامعة الجزائرية أن تتخلى عن البحث النظري وعن رسالتها الأكاديمية وتحصر رسالتها في الإستجابة لمتطلبات ظرفية. كلا عليها أن تجد الترتيب الأمثل للأولويات, الترتيب الذي يمكنها من إيجاد الموازنة السلمية, في كل المسائل التربوية, بين ضرورة أخد المتطلبات العاجلة للنهوض بالمجتمع في الحسبان وضرورة تطوير البحث الأساسي الذي لا غنى عنه". في نفس الوقت, قال رئيس الجمهورية أن حاجة الجزائر إلى منظومة رقمية في الجامعات والمؤسسات التربوية والثقافية "يمليها علينا حرصنا على استجماع أسباب الوصول إلى المعلومة حيثما كانت", مضيفا أن مجتمع المعرفة "الذي نبتغي ولوجه حري بنا أن نضع لبناته الأولى عقول شبابنا المفكر, المتنور, العاقل, الواعي, المنتج".