أكد المختص في التاريخ عميد أول للشرطة مدير المتحف المركزي للشرطة عبد الرحمان شوقي يوم الأربعاء بتيبازة أن الشرطة الفرنسية لعبت دور آلة القمع بامتياز ضد الجزائريين إبان الاحتلال الفرنسي. وأبرز عميد أول للشرطة في محاضرته "صفحات من تاريخ الشرطة الجزائرية" نشطها بالمكتبة العمومية على هامش "أبواب مفتوحة" للأمن الوطني أشرف على افتتاحها والي تيبازة عبد القادر قاضي أن الشرطة الفرنسية شرطة استعمارية أدت أبشع أدوار القمع و البطش في حق الجزائريين. واسترسل يقول أن "الشهيد بوزيد سعال الذي سقط في ميدان الشرف خلال انتفاضة الثامن ماي 1945 أين ارتكبت فرنسا الاستعمارية جريمة في حق 45 ألف جزائري اغتالته أيادي إجرام الشرطة الفرنسية". وأضاف المختص في التاريخ و الأستاذ الجامعي شوقي أن "الشرطة الفرنسية ضالعة مع منظمات إرهابية على غرار منظمة الجيش السري و خططت و نفذت تفجيرات بأحياء شعبية و بالمقاهي و الملاهي أنذاك" مستندا في ذلك الى أبحاث تاريخية كشفت النقاب عن دمويتها. وفي السياق عرج المحاضر مطولا على تاريخ الشرطة الجزائرية و مختلف الحقبات التي مرت بها و تطورها إلى يومنا ما أكسبها تجربة ثرية على أكثر من صعيد و نالت اعتراف دول العالم حيث تم تصنيفها في المرتبة الخامسة إثر مؤتمر الانتربول المنعقد بوهران سنة 2012. وأبرز في السياق العميد الأول للشرطة استحداث "أفريبول" كجهاز أمني إفريقي تحتضن الجزائر مقره مصنفا المبادرة في خانة الإنجاز الدبلوماسي للجزائر في هذا المجال خلال السنوات الأخيرة إضافة إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها الشرطة الجزائرية منذ سنة 2010. وتكون الشرطة الجزائرية قد مرت بخمس مراحل مهمة منذ الاستقلال إلا أن تاريخها يعود إلى أزمان ضاربة عمق في التاريخ بدءا من العهد النوميدي و الفتح الإسلامي و ما شهدته الجزائر من قيام عدة دول منها الرستمية و الفاطمية و الزيانية و الحمادية و الزيانية إلى العهد العثماني و إمارة الأمير عبد القادر و بدايات تشكيل الشرطة خلال الثورة المجيدة استنادا للمحاضر شوقي. ويتعلق الأمر بالمحطة الأولى (62-65) التي تم إنشاء الشرطة مباشرة بعد الاستقلال حيث كانت قيادة الأفلان أنذاك قد حضرت للمشروع بدءا من سنة 1958 عندما شرعت في تكوين أربع دفعات بدولة مصر الشقيقة ثم تلتها 1965-1977 حيث تميزت ببناء الهياكل التكوينية و هيكلة الجهاز و المرحلة الثالثة 1977-1995 أين تميزت بفترة التحاق العنصر النسوي بهذا السلك و تضحيات الشرطة خلال العشرية السوداء. وفي المرحلة الخامسة من 2010 إلى يومنا هذا فقد لعبت الشرطة --حسب العميد الأول للشرطة شوقي دورا مهما وفعالا حين قامت بتفويت الفرصة على دعاة تخريب الوطن حين شهدت بعض دول العالم العربي موجة من التوترات من خلال انتهاج أساليب جديدة في التعامل مع المحتجين أهمها العمل الجواري و التسيير الديمقراطي للحشود. كما تميزت المرحلة هذه بتطوير مناهج العمل بناءا على دراسة أكاديمية علمية شاملة تم انتهاج توصياتها كخارطة عمل على مستوى المديرية العامة للأمن الوطني بدءا من تحسين الوضعية الإجتماعية لمستخدمي الشرطة و فتح قنوات الاتصال الداخلي و الخارجي و وضع قانون أساسي للجهاز إلى غيرها من الخطوات الرامية إلى إشراك المواطن في صناعة أمنه.